سوريا: الذخيرة تنفد من أيدي ثوار سوريا بعد تشديد الرقابة من دول الجوار


ذكر تقرير إخباري أن ذخيرة ثوار سوريا والجيش الحر قد بدأت بالنفاد في الوقت الذي نضبت فيه الإمدادات في السوق السوداء على خلفية تشديد الدول المجاورة للرقابة على الحدود.

ونقلت الـ"واشنطن بوست" عن بعض قادة المقاتلين المنشقين عن الأسد، أن الأسلحة التي كانت مع الثوار ويواجهون بها عصابات الأسد نفدت، ما اضطرهم إلى عبور الحدود التركية في الأيام الأخيرة بحثاً عن المال لشراء الأسلحة، وأنهم في ظروف بائسة بالفعل لأن أسلحتهم خفيفة وتنظيمهم ضعيف، مشيرة إلى أن الثوار يعترفون بأنهم عاجزون عن مواجهة هجوم القوات الحكومية المنسق، الذي يهدف إلى سحق المعارضة نهائياً.
وبعد أن انسحب مقاتلو الجيش السوري الحر من حي بابا عمرو في الأول من الشهر الجارب بعد نفاد ذخيرتهم، اضطروا للهروب من منطقة إلى أخرى داخل البلاد، ونفذوا انسحابات من إدلب ودير الزور.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أيهم الكردي المتحدث باسم الجيش السوري الحر قوله "إن الانسحاب من بابا عمرو تم بجزء منه على خلفية إدراك المجموعة بالجهود المبذولة للسيطرة من قبل الثوار الذين لا يملكون ما يكفي من الإمدادات العسكرية لمقاومة القوات الأمنية"، وأضاف "خاض المقاتلون في بابا عمرو معركة جيدة، لكنها تسببت بدمار كبير، ومات الكثير من المدنيين، نحن الآن نضع الاستراتيجيات للتأكد من أننا لا نرتكب الخطأ نفسه مرة أخرى".
وأشار إلى أن المقاتلين ينسحبون الآن مع ظهور العلامة الأولى على أن الحكومة تستعد لشن هجوم جديد، لتجنيب المدنيين الضرر، ويعتمدون على تكتيكات حرب العصابات، مثل زرع المتفجرات على جوانب الطرق وتنفيذ الكمائن، مؤكدا أن الجيش السوري الحر لا يستطيع تقديم الأسلحة للثوار، لعدم وجود سلاح معه.
واعتبرت الصحيفة أن المتفجرات والكمائن تواجه صعوبات أيضا، لأنها تتطلب توفير الذخيرة التي بدأت تنضب، مشيرة إلى اضطرار المقاتلين لتعليق العمليات العسكرية والفرار من إدلب التي اعتبرت كمنطقة آمنة محمية دولياً للمقاتلين والمدنيين.
ونقلت الصحيفة عن الرقيب أول "أبو مصطفى" أحد المقاتلين الذين هربوا مؤخراً إلى أنطاكيا، أنه اضطر للفرار عقب نفاذ ذخيرة وحدته القتالية التي تضم بضع عشرات من الرجال، خلال هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري الأسبوع الماضي، وأنه انهار من الجوع أثناء انسحابهم نحو مخبأ جبلي، واحتاج إلى مساعدة رفاقه ليصل إلى منطقة الأمان، وقال "جئت –لتركيا- لأقول لهم إن الذخيرة بدأت بالنفاذ ونحن بحاجة إلى دعم سريع. بدون ذخيرة، كل واحد منا يواجه الموت".
وأوضح أنه في البداية كان يتم شراء الأسلحة من السوق السوداء في الأردن ولبنان، وبكميات صغيرة من تركيا، لكن تلك الحكومات شددت المراقبة على الحدود، ما أدى إلى خنق إمدادات الأسلحة، أنا الأسلحة العراقية فهي تأتي من المخزونات المدفونة من مخلفات عهد الرئيس السابق صدام حسين، ونوعيتها رديئة للغاية.
وأشار الرقيب إلى أنه كان يحصل على الذخيرة من قائد دبابة في ميليشيا بشار كن يؤيد الثورة، ويقوم بتسريب صناديق من الرصاص كل بضعة أيام للمقاتلين، وعندما أدرك أنه كان في دائرة الشبهة، أعلن انضمامه للثور الشهر الماضي.
وتنقل الصحيفة عن القوار أنه يمكن شراء ذخيرة من الأفراد الفاسدين في قوات الأمن السورية والميليشيات الموالية للحكومة والشبيحة، لكن أسعار هذه الأسلحة ارتفعت، فبات ثمن رشاشات الكلاشينكوف 2000 $ للقطعة الواحدة، وثمن الرصاصة الواحدة 8 دولارات، بعد أن كان دولارين فقط في الأشهر الماضية.


كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 23/03/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com