الصين: كاتب صينى بارز يصف شباب الثورات العربية بـ"شباب جوجل"


قال الكاتب الصينى ليو تشونج مين، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الأجنبية فى شنجهاى "رأت غالبية الناس أن طبيعة التقلبات التى يشهدها الشرق الأوسط مازالت فى حاجة إلى مزيد من المراقبة".

أضاف تشونج فى مقاله بصحيفة "الشعب اليومية"، "إذا نظرنا من الزاوية التاريخية، فسنجد أن التقلبات التى كان يشهدها الشرق الأوسط، كانت دائما فى شكل عواصف من التحركات الاجتماعية والسياسية التى تلف كامل العالم العربى، وتعد التقلبات الاجتماعية والسياسية التى يشهدها العالم العربى فى الوقت الحالى ثالث هذه العواصف التى شهدها العالم العربى بعد الحركة القومية العربية فى خمسينات وستينات القرن العشرين وحركات النهضة الإسلامية فى سبعينات وثمانينات القرن العشرين. هذه التقلبات التى يشهدها العالم العربى لديها خصائص مشتركة، كما لديها خصائص مختلفة واضحة أيضا.

وأشار الكاتب إلى أن الهدف الوحيد من هذه التحركات الجماهيرية هو الإطاحة بالأنظمة القائمة، وفى ظل هذه الموجات الاجتماعية، شهدت الأنظمة الجمهورية والملكية صدمات بدرجات متفاوتة، وقد أدت هذه الصدمات للإطاحة بعدد من الأنظمة.

وأكد أن تحسين مستوى معيشة الشعب وتأسيس الديمقراطية، هما المطلبان الرئيسيان لهذه التحركات الجماهيرية: على المستوى الاجتماعى والاقتصادى، وعكست الحركات الجماهيرية المطالبة بتحسين مستوى المعيشة حالة تذمر جماهيرى شديدة من نسب البطالة وارتفاع نسبة التضخم وتوسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء والفساد إلخ، وعلى المستوى السياسى، عكست مطالبة الحركات الجماهيرية بالديمقراطية مشاعر السخط الكبيرة ضد الأنظمة السياسية المتحجرة، والاستبداد، وسياسة الشيوخ، وهيمنة الأسر الحاكمة.

وألمح إلى أن الحركات الاحتجاجية التى قادها الشباب، لم تملك وعيا سياسيا ناضجا، الشباب الذى يمثل 60% من سكان الدول العربية، كان القوة الرئيسية التى حركت التغيرات التى شهدتها المنطقة العربية، لكن هذه القوة كان ينقصها الوعى السياسى الناضج و القيادة، قائلا: "رغم أن الشباب العربى والذى اعتبره "ِشباب جوجل" قد كان له دور كبير فى إشعال الانتفاضة العربية، إلا أنه لا يمكن أن نثق به، فهم تقريبا لم يستعدوا لتأسيس حزب سياسى أو لتحمل المسؤولية".

وقال الكاتب "الإعلام الجديد مثل الإنترنت والهواتف المحمولة، لعب دورا مساعدا هاما، إذ لعبت وسائل الإعلام الحديثة مثل الإنترنت والهواتف المحمولة والتويتر دورا هاما فى نقل المعلومة والتحركات الاجتماعية، وهذا النوع من الثورة ما كانت لينجح لو لم يستخدم الإنترنت، لأن الإنترنت كانت قادرة على تجميع الجماهير فى وقت قياسى، لكن "دور الإنترنت يبقى ثانويا فى الثورات العربية إذا ما قارناه بدور التراكم طويل المدى للمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى العالم العربى".

أما بالنسبة للدول الخليجية ذات الأنظمة الملكية، فإن مشاعر التذمر وعدم الرضا موجهة أساسا إلى النظام الملكى الذى يجمع بين هيمنة العائلات الحاكمة والطوائف الدينية، لكن نظرا للثروات النفطية التى تتمتع بها دول الخليج، فإن الظروف المعاشية لشعوب دول الخليج أفضل من شعوب دول شمال أفريقيا، ونظرا للعراقة النسبية لتقاليد الأنظمة الملكية فى العائلات الحاكمة والمعايير المزدوجة التى تعتمدها أمريكا والدول الغربية، فإن الضغوط التى تتعرض لها هذه الأنظمة أقل من الضغوط التى تواجهها الأنظمة الجمهورية.

أما بالنسبة للضغوط الدبلوماسية، قال الكاتب: "بالنسبة لمصر وبقية الدول الأخرى التى شهدت انتقالا سلميا، قام الأمريكيون والأوروبيون من جهة بإبداء مساندتهم للجماهير من خلال الرأى العام، ومن جهة أخرى مارست الدول الغربية ضغوطا دبلوماسية على نظام مبارك، أما بالنسبة لليبيا، فقد قام الغرب بضغوط دبلوماسية أكبر على نظام القذافى، وخاصة بعد الاعتراف بالمجلس الانتقالى، وتمكينه من فضاء دبلوماسى لنشاطاته المضادة للحكومة، وبالنسبة لسوريا، وبعد فشل الدول الغربية فى الحصول على قرار من مجلس الأمن يتيح لهم التدخل، اعتمد الغرب أساسا على جامعة الدول العربية وتركيا والمعارضة السورية لممارسة الضغوط على الحكومة السورية وإرغامها على التنحى.

وتبرز أساسا فى سياسة أمريكا تجاه البحرين والسعودية وبقية الدول الخليجية، ورغم أن الغرب يطالب من خلال الرأى العام الدبلوماسى هذه الدول بأن تتأقلم مع تيار التغيرات السياسية، وتكثف جهود الإصلاح، لكن فى الحقيقة سمح الغرب وتسامح مع القمع الشديد الذى مارسته الدول الخليجية على الحركات الاحتجاجية، والسبب الرئيسى وراء ذلك هو احتواء إيران وضمان الأمن الطاقى والقواعد العسكرية واستمرار التعاون فى مقاومة الإرهاب، إلى جانب العديد من حسابات المصالح الواقعية الأخرى.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 22/03/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com