صحيفة: الليبيون على طريق الازدهار بعد حطام عصر القذافي


ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الشعب الليبي دخل في نضاله مرحلة الشفاء والازدهار بعد خروجه من حطام عصر القذافي، وأخذت الخطوط العريضة لمستقبل الصراعات السياسية تتشكل.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: "بدأ الليبيون في اتباع سياسة جديدة استعدادًا للانتخابات البرلمانية المنتظر انعقادها في يونيو القادم".
وأضاف التقرير: "قواعد اللعبة السياسية في ليبيا لا تزال غامضة، حيث إنه مازال من غير الواضح ما إذا كانت الميليشيات المسلحة ستواصل الدفاع عن مصالحها الخاصة، وتعمل على زعزعة الاستقرار في العملية الانتخابية أم لا".
ونقلت الصحيفة عن "عصام محمد الزبير" وهو كاتب سياسي في صحيفة العربي في طرابلس قوله: "هناك حالة من ضعف الوعي السياسي جنبًا إلى جنب مع مصالح رأس المال الضخمة تأتي إلى الساحة وهذا خطير جدًا على مستقبل ليبيا".
وقالت "فايننشال تايمز": "الخطوط العريضة للصراعات السياسية في البلاد في المستقبل قد بدأت في التبلور، حيث إن ليبيا تفتقر إلى الفجوة الصارخة بين الإسلاميين والعلمانيين، وهي التي تحدد الديناميكية السياسية في مرحلة ما بعد ثورة تونس ومصر، والسبب في ذلك يرجع إلى أن معظم الليبيين من المسلمين المحافظين ولعدم وجود أقليات دينية".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه لم يتم تحديد الموعد النهائي للانتخابات، سيتم تخصيص 120 مقعدًا من إجمالي 200 مقعد في البرلمان للمرشحين المستقلين، والباقي مخصصة للقوائم والأحزاب، التي يجب أن تضمن عددًا متساوٍ من المرشحين الذكور والإناث، وفقًا للقانون الانتخابي الصادر في الشهر الماضي من قبل المجلس الوطني الانتقالي.
"فورين بوليسي": إخوان ليبيا على خطى نظرائهم في مصر
وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية قد تناولت تأسيس الإخوان المسلمون في ليبيا لحزب سياسي جديد، ورأت أن ليبيا تسير على نفس خطى النجاح الانتخابي الإسلامي في مصر وتونس ودول عربية أخرى ، مشيرة في تثرير لها إلى اختلاف تجربة إنشاء الإخوان المسلمون لحزب سياسي بعد عقود من القمع الكبير من قبل نظام العقيد معمر القذافي.
وقالت المجلة: "تاريخ حركة الإخوان المسلمون في ليبيا الذي يرجع إلى عام 1949 حين تأسست ، ولكن تم تجميدها عام 1969 بعد عام من انقلاب معمر القذافي ، ولم يتم السماح لها بالعمل علانية وعانت من قمع شديد خلال فترة حكمه".
وذكرت المجلة الأمريكية أن الخبر الوحيد الذي تم نشره عن الإخوان المسلمون في التليفزيون الرسمي الليبي كان في منتصف الثمانينيات ، عندما علقت جثثهم في أعمدة الإضاءة ووصموا آنذاك بأنهم زنادقة منحرفون وكلاب ضالة ، وهي الواقعة التي هرب بعدها الكثيرون منهم من هذا القمع إلى الولايات المتحدة ، حيث أصدروا مجلة "المسلم" عام 1982 ، وحين حاول بعض أعضاء الجماعة العودة لليبيا لإعادة بناء الجماعة هناك كان مصيرهم إما السجن أو الإعدام.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 20/03/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com