سوريا: تعزيزات عسكرية نحو إدلب ومخاوف من تكرار مجازر بابا عمرو


رصد "المجلس الوطني السوري" دبابات وناقلات جند وقوات عسكرية متجهة إلى محافظة إدلب، وهو ما ينذر بعملية اجتياح وشيكة وسط مخاوف من تكرار مجازر "بابا عمرو" التي سقط فيها آلاف الشهداء والجرحى.

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمجلس الوطني إن "المجلس الوطني السوري رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية منذ ساعات متجهة إلى مدينة سراقب في محافظة إدلب، وأرتالا عسكرية متوجهة نحو مدينة أدلب".

وطالب المجلس "المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على الأصعدة كافة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو التي سقط فيها المئات من الشهداء"، مشيرا إلى أن مدينة حمص تحولت إلى "مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية".

كما طالب الثوار في دمشق وحلب وحماه "بالقيام بكافة التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في أدلب".

وقال الناشط السياسي المعارض محمد النعيمي المقيم في القاهرة والذي يتواصل مع ناشطين في الداخل لنقل أخبار المحافظة إن "التعزيزات العسكرية النظامية استقرت في إحدى الحدائق العامة في قرية المسطومة، وتمركزت قوة ثانية في قرية النيرب في معسكر كان مخصصا للشبيبة السورية قبل أن يحولوه إلى مركز أمني ومقر للجيش".

وشددت قوات النظام بعد سقوط حي بابا عمرو في حمص الخميس الماضي الضغط على عدد من المناطق التي تعتبر معاقل للمنشقين والناشطين المناهضين للنظام، وبينها أدلب.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أربعة مدنيين ومجند على أيدي قوات النظام في قرى مختلفة من محافظة ادلب.

كما أشار المرصد إلى "حملة مداهمات واعتقالات تنفذها القوات النظامية في بلدة كفرنبل في محافظة أدلب بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية".

وتحدث عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس من أدلب عن مخاوف من عملية عسكرية كبيرة على غرار التي جرت في حمص.

وقال: إن "الضغط الأمني على أدلب سببه وجود عدد كبير من عناصر الجيش السوري الحر في المنطقة وهم يشتبكون باستمرار مع القوات النظامية".

وأضاف: "ما نفهمه من الجيش الحر أن المقاومة ستتم بكافة الوسائل المتوفرة، لكنها بطبيعة الحال لا ترقى إلى إمكانات الجيش النظامي".

وأشار فضل إلى أزمة إنسانية في ريف أدلب من حيث "الانقطاع في الكهرباء والمازوت والغاز وفرض حظر تجول على الأهالي بين الثامنة مساء والسادسة صباحا".

وتكتسب محافظة أدلب أهمية استراتيجية بسبب وجود أكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما أنها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماة الذي تنشط فيه أيضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي.

وقال النعيمي: "هناك قصف على خان شيخون ومعرة النعمان، وحرب حقيقية بين الجيش النظامي والجيش الحر في سراقب". وتابع يقول: "وهناك 13 منطقة في أدلب خارج النظام، بينها خمس قرى في جبل الزاوية حيث لا يوجد أي مظهر للحكومة والأهالي يقومون بالإدارة المدنية وتوزيع الإغاثة وتنظيف الشوارع".

وقال النعيمي إن القوات النظامية تسيطر في مدينة أدلب على القسم الجنوبي، فيما يعتبر الجزء الشمالي تحت سيطرة الجيش الحر حيث تنشط تنسيقيات للإدارة المحلية".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 08/03/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com