رصدت مصادر إعلامية حالةً من اليأس والاستياء تخيم على مشاعر المواطنين المقدسيين حيث أعربوا عن فقدانهم الأمل في أي جهد عربي على مستوى محاولة حل مشكلاتهم بشكل فاعل ومباشر.
ورغم الدعوات العربية والفلسطينية الرسمية لتصدير قضية القدس عالميًّا، والمطالبات بالتحركات الجادة لوقف المواجهات اليومية التي يفتعلها جنود الاحتلال "الإسرائيلي" في باحات الأقصى وخارجها، إلا أن المواطن المقدسي فقدَ الأمل في أي جهد عربي لا يُتبع بتحركات ملموسة على أرض الواقع.
وقالت صحيفة "فلسطين" في تقرير لها: إن العديد من المقدسيين الذين تعرضوا بشكل خاص لمضايقات جيش الاحتلال لا يعولون كثيرًا على الدعوات العربية والدولية لنصرة المدينة المقدسة، وذلك على الرغم من اقتراح أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني في المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس المنعقد في عاصمة دولته "الدوحة" بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق القدس المحتلة.
وقال المواطن المقدسي عبد الحافظ أبو رموز - أحد من استولى جيش الاحتلال على سطح منزله بالقوة في حي سلوان بالقدس منذ ما يقارب العامين -: "لست أشعر بأي سعادة بالدعوات العربية طالما لا تأتي ثمارها على الأرض".
وأضاف: "لا آمل أبدًا من الزعماء والوزراء أن ينزعوا جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن سطح منزلي، رغم أنه لا قانون عالمي يسمح لهم بالاستيلاء عليه رغمًا عن أصحابه، وأتابع كل ما يُصرح بهِ المسئولون الفلسطينيون والعرب بداية بشيوخ الأزهر وانتهاءً بدعوات عباس لإنقاذ القدس".
واتهم السلطة الفلسطينية ببيع قضية المقدسيين قائلاً: "توجهت إلى منزل محافظ القدس عدنان الحسيني خمس مرات، ولم يستقبلني في أيٍّ منها، وهذا أكد لي بأن المفاوض الفلسطيني باعَ القدس، ولا أستبعد أن يُباع الحرم المقدسي كاملاً خلال أعوام مثلما بيع الحرم الإبراهيمي".
وفي سياق متصل، قال المواطن المقدسي موسى صبح - والذي أُجبرَ قبل أقل من عام على هدم منزله بيده ودفع غرامات مالية قُدرت بآلاف الشواقل -: "كل ما يتناقله الإعلام عن نشاطات عربية لدعم القدس حبر على ورق".
وأضاف: "اجتمعت الدول العربية للنظر في قضية القدس عشرات المرات، وأُعلن أن القدس عاصمة للثقافة العربية، وزارتنا الكثير من الوفود العربية والعالمية ولم يتغير في واقع حياتنا شيء، فلماذا نعول على التصريحات الجديدة!!".