معارضة الأسد: سنشكل حلفًا عربيًّا - دوليًّا ضد النظام


أعلنت مصادر معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أن القوى سائرة في المعركة ضده حتى النهاية، وهي لأجل ذلك بدأت تحركًا دوليًّا في مختلف الاتجاهات لتوفير مناخ دولي يتيح استصدار قرار أممي يتيح إسقاط هذا النظام، لافتةً إلى أنه لو لم يتسن ذلك يتم اللجوء إلى خيار آخر وهو تشكيل تحالف عربي ـ دولي ضد دمشق يكون منطلقه "مؤتمر أصدقاء سوريا" المقرر عقده في 24 من الجاري في تونس.

وأدرجت هذه المصادر زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد لموسكو واجتماعه بنظيره الروسي سيرجي لافروف، وزيارة وزير الخارجية البريطاني وليم هيج إلى جنوب إفريقيا، وكذلك زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لألمانيا، في الوقت الذي أنهى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو زيارته لواشنطن، على أن تحصل تباعًا زيارات لعواصم أُخرى للغاية نفسها.

على الجانب الآخر، توقفت مصادر سياسية مؤيدة لدمشق أمام القرارات العربية الأخيرة التي دعت مجلس الأمن إلى تشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة وإرسالها إلى سوريا، وقالت تلك المصادر: "القرارات الأهم في اجتماع القاهرة هي القرارات التي لم تصدر، وبين القرارات الصادرة فإن القرارات الأهم هي تلك التي لا يمكن تنفيذها".

وتساءلت هذه المصادر عن سبب تأجيل الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض كممثل وحيد لسوريا، على رغم من أن كثيرين روَّجوا لهذا الاعتراف قبيل الاجتماع القاهري كرد على "الفيتو" الروسي - الصيني وعلى اقتحام الميليشيات السورية الأحياء المعارضة والتي يتمركز فيها المسلحون في مدينة حمص.

وكذلك تساءلت هذه المصادر عن أسباب عدم اتخاذ مجلس الجامعة قرارًا بإحالة المبادرة العربية إلى هيئة الأمم المتحدة، خصوصًا بعد أن تم نفي ما أشيع عن توزيع مشروع قرار بهذا المعنى في المنظمة الدولية، والتأكيد أن هذا الأمر متروك للمجموعة العربية، ومع ذلك لم يصدر قرار عن وزراء الخارجية بتقديم مثل هذا الطلب إلى الأمم المتحدة، واستُعيضَ عنه بطلب إلى مجلس الأمن للموافقة على إرسال قوة سلام عربية ـ أممية إلى سوريا.

مؤتمر أصدقاء سوريا يهدف إلى دعم المبادرة العربية دوليًّا:

إلى ذلك أفادت مصادر عربية مطلعة بأن مؤتمر أصدقاء سوريا يهدف إلى دعم المبادرة العربية دوليًّا بعد فشل مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي - الصيني، مشيرة إلى أن المؤتمر المتوقع أن يتمتع بحضور عربي ودولي كبير، سيكون برئاسة فرنسية - تركية - تونسية".

وذكرت مصادر تونسية أن مؤتمر أصدقاء سوريا يستهدف ثلاثة محاور مهمة: هي توفير الدعم الدولي الكامل لخطة الحل العربي، والتضامن الكامل مع الشعب السوري، وضرورة إنهاء الاقتتال والعنف وإخراج الميليشيات السورية المسلحة من معادلة الحل، من أجل الوصول إلى مرحلة التسوية السياسية وإدانة كل أشكال العنف التي أدت إلى تدمير أحياء سكنية في سوريا.

وأضافت أن المؤتمر يستهدف أيضًا اتخاذ قرار تجاه المعارضة السورية أو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، حيث يوجد توجه كبير في هذا الشأن، متوقعة أن يصل عدد الدول المشاركة لأكثر من مئة دولة، فيما تحدث البعض عن عدد يتراوح بين 70 و90 دولة، ولافتة إلى أن هذا المؤتمر "يعد جزءًا من تكثيف الجهد الدولي لدعم المبادرة العربية والاعتراف بالمحاور الشرعي.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 14/02/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com