تونس: اندماج أحزاب علمانية لمواجهة الإسلاميين


اندمجت أحزاب تونسية علمانية من أجل مواجهة الإسلاميين والذين تصاعدت شعبيتهم بقوة عقب الإطاحة بنظام زين العابين بن علي.

وأعلنت أحزاب وشخصيات علمانية في تونس اندماجها في حزب واحد لمواجهة حزب حركة النهضة الإسلامية الذي حقق فوزًا كاسحًا في الانتخابات، ويقود الائتلاف الحاكم مع حزبين علمانيين هما حزبا المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.

وضم الحزب الجديد الذي أعلن عنه السبت في قصر المؤتمرات بالعاصمة تونس الحزب الديمقراطي التقدمي - أبرز حزب معارض للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قبل هروبه يوم 14 يناير 2011 - والحزب الجمهوري وحزب آفاق وحزب الإرادة وحركة بلادي.

كما تجري مفاوضات لضم حركة التجديد إحدى أكبر قوى اليسار في البلاد؛ وفقًا للجزيرة نت.

كما ضم الحزب الذي سيعقد مؤتمره الأول في وقت قريب عددًا من الشخصيات البارزة، بينها وزير التشغيل السابق سعيد العابدي، ووزير الصناعة السابق عبد العزيز الرصاع، ووزير الاقتصاد السابق إلياس الجويني.

وزعم مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي نجيب الشابي أن نتائج الانتخابات لم تكن عنصرًا مشجعًا لعودة الاستثمار الأجنبي ولا استمرار الاستثمارات المحلية.

يذكر أن الأحزاب العلمانية منيت بهزيمة قاسية في الانتخابات التي جرت يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولم يحصل الحزب التقدمي إلا على 15 مقعدًا في المجلس التأسيسي، بينما نال حزب آفاق خمسة مقاعد.

في المقابل، حققت حركة النهضة فوزًا كاسحًا بعدما تمكنت من الحصول على 89 مقعدًا في المجلس التأسيسي من مجموع 217 مقعدًا، ثم شكلت الحكومة مع حزبي التكتل والمؤتمر.

وكان الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي قد قال: إن مواطني الدول العربية التي أطاح الربيع العربي بأنظمتها "أدركت أن الإسلام يمكنه أن يقدم حلولاً لمشاكل العصر، ولذلك جاء الإسلاميون إلى السلطة".

وأضاف المرزوقي - المعارض اليساري والناشط من أجل حقوق الإنسان الذي عاش فترة طويلة منفيًّا في فرنسا -: إن "هذا السبب هو ما جعل الإسلاميين في مصر وتونس والمغرب يفوزون بالانتخابات".

وتابع المرزوقي: "إن برامج الأحزاب الإسلامية التي فازت في الانتخابات في كلٍّ من المغرب وتونس ومصر لم تستنكر ما تحصلت عليه شعوب الربيع العربي من مكتسبات وحريات، وخاصة فيما يتعلق بحرية المرأة ودورها الفاعل في المجتمع"، حسبما نقلت "فرانس بريس".

وشدد على أنه "يجب تقبل حكم الأحزاب الإسلامية وعدم التفكير في منعها والتصدي لها كما حدث في الجزائر" في تسعينيات القرن الماضي ما أغرق البلاد في دوامة من العنف، مضيفًا: "لو أن الجزائريين تركوا المجال للإسلاميين في الوصول إلى السلطة لما سالت تلك الدماء الغزيرة ولما أزهقت تلك الأرواح".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 12/02/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com