جدل شرعي بين العلماء بسبب "الجهاد الإلكتروني" ضد العدو


أثار تأييد القرصنة الإلكترنية جدلا كبيرا بين العلماء، فبينما أيده البعض باعتباره أحد أنواع الجهاد ضد العدو، رأى آخرون أنه قد يعود بالسلب على المسلمين إذا استخدم في غير وقته.

فممن يرون أنه أحد أنواع الجهارد، الشيخ الدكتور فهد بن سعد الجهني أستاذ الدارسات العليا الشرعية، حيث أوضح أن الجهاد في الإسلام مفهوم واسع، ومن أنواعه: الجهاد بالنفس والمال واللسان، والجهاد باللسان يدخل فيه الجهاد بالفكر والتأليف والدعوة إلى الله، مشيرا إلى نصرة الدين لها مجال واسع وفسيح عن طريق المواقع الإلكترونية، وهو "الجهاد الإلكتروني" موضحا أنه "لا مشاحة في الاصطلاح والعبرة بالمضمون ومدى موافقته للمنهج الشرعي".
وقال "لذلك فإني أرى أن أبناء المسلمين الذين يجتهدون في الإفادة من هذا الباب الواسع في محاربة الفكر المنحرف أو تدمير المواقع المفسدة، وكذلك مواقع المعتدين على أهل الإسلام الذين استولوا على مقدساتهم وانتهكوا أعراضهم كالصهاينة المعتدين، فإن محاربتهم بكل وسيلة مشروعة ومن كل وجهة هو من الجهاد"، مشترطاً "عدم تجاوز حدود الله في الخصومة".
من جهته، قال الدكتور مصطفى مراد، الأستاذ بجامعة الأزهر "الجهاد الإلكتروني هو نوع من أنواع الجهاد، والأخير لا يقتصر على الجهاد بالسيف والسلاح أو بأي آلة من وسائل الإيلام، ولكنه متاح فيه كل ما من شأنه تحقيق الغرض من مهاجمة أعداء الله والتنكيل بهم، رداً على ما يقومون به من اغتصاب الحقوق وسلب المقدسات"، وفقا للعربية نت.
كما نقلت تقارير صحافية عن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشيخ جمال قطب، تأييده لمواجهة القرصنة الصهيونية ولكنه رفض "إحداث ضرر لهم دون هجوم منهم".
أما الباحث الشرعي عبدالله العلويط، فقد أكد أن الجهاد الالكتروني يقصد به "إعطاب الأجهزة الإلكترونية لدى العدو أو أخذ معلومات ذات أهمية خلسة منه"، وهو كأي نوع من الجهاد، يصلح وفق حسابات معينة، وقد يضر إذا استخدم في غير وقته وظرفه، وأن الظرف الحالي للأمة لا يسمح بإقامة أي جهاد ضد أيّ من أعدائها بسبب تفوقهم في كل شئ، مبديا خشيته من النتائج السلبية للمعركة الإلكترونية، نظرا لكثرة المتعاطفين مع الكيان الصهيوني، الذين قد يدخلون في هذه المعركة وهذا يوسع من دائرة الضرر.
وأكد أن الجهاد الأصلي هو الجهاد القتالي، وما عداه وسائل ضغط أو تضييق أكثر من كونها جهاداً، وبما أنها وسائل ضغط فلا ينطبق عليها أحكام الجهاد المعروفة، واعتبر أن الجهاد الالكتروني بهذه الطريقة غير محمودة أخلاقيا وأقرب إلى السرقة والتجسس والاختلاس، وهي أشبه فهي أشبه بنشر المخدرات في مجتمع العدو ولا تصلح إلا في حال إن نشبت حرب ويريد المقاتل تعطيل أجهزة الاتصال، على حد قوله.
وكان الدكتور طارق السويدان قد دعا لضرورة تجميع جهود الهاكرز في "مشروع الجهاد الإلكتروني" ضد الكيان الصهيوني، بعد أن قام الهاكر السعودي "أوكس عمر" بنشر تفاصيل بطاقات الائتمان الخاصة بآلاف الصهاينة بعد اختراق ما يزيد على 80 خادماً إلكترونياً صهيونيا، بينما هدد قراصنة صهاينة باختراق المواقع الإلكترونية للبنوك السعودية والإماراتية.


كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 28/01/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com