سوروس: أعمال الشغب في طريقها إلى شوارع أمريكا


حذر الملياردير الأمريكي جورج سوروس من أن النظام الاقتصادي العالمي قد ينهار، وأن أعمال الشغب في طريقها لأن تندلع في شوارع أميركا.

وقال المستثمر العالمي البالغ من العمر 81 عاما في تصريحات لمجلة نيوزويك الأمريكية إنه يفضل النجاة بنفسه من أن يظل غنيا، بينما يواجه العالم فترة "مشؤومة" تناضل فيها أوروبا لكي لا تسقط في براثن الفوضى والصراعات.

ووصف جورج سوروس، الذي طالما دعم "اليورو" حيث اشترى سندات أوروبية بقيمة ملياري دولار، المناخ الاقتصادي الذي يخيم على العالم حاليا بأنه شبيه بالكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.

تحذير من ركود عالمي جديد:

من جانبه، قال صندوق النقد الدولي إن أزمة ديون منطقة اليورو تتفاقم وتؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي وخفض بشدة توقعاته للنمو العالمي، داعيا إلى تطبيق سياسات لاستعادة الثقة.
وخفض الصندوق توقعاته للنمو العالمي في 2012 إلى 3.3% من 4% قبل ثلاثة أشهر، قائلا إن التوقعات تدهورت في معظم المناطق. وتوقع أن يرتفع النمو العالمي إلى 3.9% في 2013.
وقال الصندوق إن النشاط الاقتصادي يتباطأ لكنه لا ينهار. وحذر من أن النمو العالمي قد ينخفض نقطتين مئويتين تقريبا عن المستوى المتوقع حاليا إذا سمح زعماء أوروبا بتفاقم الأزمة.
ولأول مرة منذ بداية أزمة الديون قبل عامين، توقع صندوق النقد انزلاق منطقة اليورو -التي تضم 17 دولة- إلى ركود خفيف في 2012 مع توقع انكماش الناتج الاقتصادي حوالي 0.5%.
وأضاف الصندوق في أحدث تقرير لتوقعاته الاقتصادية العالمية أن "التعافي الاقتصادي مهدد بالضغوط المتزايدة في منطقة اليورو وعوامل هشاشة في مناطق أخرى."
وأشار إلى أن "التحدي الأكثر الحاحا للسياسات هو استعادة الثقة ووضع حد للأزمة في منطقة اليورو عن طريق دعم النمو ومواصلة التكيف واحتواء خفض الاقتراض وتقديم مزيد من السيولة والتيسير النقدي."
ورأى كبير الخبراء الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي أوليفييه بلانشار أن تفاقم أزمة ديون أوروبا قد يدفع الاقتصاد العالمي الضعيف بالفعل إلى الركود.
وأبقى صندوق النقد توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي في 2012 مستقرة عند 1.8%، لكنه خفض توقعاته لنمو الاقتصاد الياباني إلى 1.7% من 2.3% في سبتمبر.
وأوضح أن النشاط الاقتصادي في الاقتصادات المتقدمة سينمو 1.5% في المتوسط في 2012 و2013، وهو معدل أبطأ من أن يحدث تأثيرا كبيرا في نسب البطالة المرتفعة.
وذكر الصندوق أن من المرجح ألا تسلم الولايات المتحدة والاقتصادات المتقدمة من التداعيات إذا تفاقمت أزمة أوروبا.

سوروس في دافوس:

إلى ذلك، قال المياردير الأمريكي "جورج سوروس" اليوم الأربعاء للصحفيين في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في منتجع دافوس السويسري إن ألمانيا تريد فرض التقشف على دول أخرى في منطقة اليورو وهو الأمر الذي من شأنه الزج بأوروبا إلى دوامة الانكماش.

وأشار "سوروس" إلى أن تدابير القروض طويلة الأجل التي وفرها البنك المركزي الأوروبي في ديسمبر حلت مشكلة السيولة في المصارف الأوروبية، لكنها في المقابل لم تعالج مشاكل التمويل التي تعاني منها الدول المثقلة بالديون في المنطقة.

ويرى "سوروس" أن ألمانيا باتت تتصرف نيابةً عن صندوق النقد الدولي عن طريق فرض قواعد صعبة للانضباط المالي، حيث إن ذلك من شأنه "أن يولد كل التوترات الإقتصادية والسياسية التي يمكن ان تدمر الإتحاد الأوروبي".

وكانت قناة "سي ان بي سي" الأمريكية قد نقلت عن "سوروس قوله "يتم ترك البلدان الأضعف في منطقة اليورو تقترض بالعملات الأجنبية مثل دول العالم الثالث".

وقال أيضا: "لست متأكد مما غذا كانت السلطات "الاتحاد الأوروبي" تسعى إلى إطالة الأزمة عن عمد، أو أنها تتحرك طبقا لوجهات نظر زائغة".

وفي اشارة إلى المجر أوضح "سوروس" أنها منشغلة بأزمتها المالية الخاصة، والتي تمثل "مقدمة لما هو على المحك" اذا استمر الإتحاد الأوروبي في سياسته الحالية.

يذكر ان المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس بدأ أعمال ونشاطاته الأربعاء ، والتي سوف تستمر خمسة أيام بحضور مكثف لحوالي 2600 شخصية سياسية واقتصادية، فضلا عن رجال أعمال من جميع أنحاء العالم.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 26/01/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com