سوريا: "الانتفاضة" تدق أبواب دمشق.. والأسد يحوّلها إلى ثكنة عسكرية


عزز نظام بشار الأسد من قبضته الأمنية في العاصمة السورية دمشق، ورفع من أعداد الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش، وذلك في الوقت الذي بدأت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت منتصف مارس الماضي تقترب شيئًا فشيئًا من العاصمة.

ويقول تقرير نشرته وكالة فرانس برس الثلاثاء إنه منذ بداية الانتفاضة السورية قبل عشرة أشهر، طالت حركة الاحتجاج على نظام بشار الأسد، ضواحي دمشق حيث نزل الثوار إلى الشوارع للتظاهر احتجاجا على القمع.

وفي ضواحي دمشق الشرقية، في زملكا وسقبا وحمورية وكفر بطنا "التي حررت الأحد باتت أعلام الاستقلال ترفرف في الساحات" بحسب ما صرح معارض سوري.

إلا أن دمشق، التي بقيت في مرحلة أولى بعيدة عن الاحتجاجات المناهضة للنظام، باتت تشهد الآن تظاهرات احتجاجية وإن كانت قصيرة وقليلة العدد.

وشملت هذه التظاهرات أحياء سكنية مثل الميدان والمزة وكفر سوسة. ونتيجة لذلك نشرت السلطات قوات الأمن والجيش بأعداد كبيرة.

ويؤكد الناشطون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على فيسبوك أن "دمشق أشبه بثكنة عسكرية"، مشيرين إلى أنه يصعب التظاهر في العاصمة السورية.

وازدادت الحواجز مع التدقيق في الهويات. وأقيمت سواتر ترابية قرب مقار قوات الأمن في ساحة العباسيين وحي القابون. وأغلقت شوارع قريبة من المقار الأمنية أمام حركة السير.

والسبت في حي التجارة "أقيمت تسعة حواجز أمنية على الأقل" حسب ما أفاد أحد السكان. ويقول خالد الذي يعمل في محل لبيع الملابس في شارع الشعلان التجاري: "تقفل المحال التجارية أبوابها باكرا ولم يعد الكثيرون يخروجون من منازلهم ليلاً".

ويقطع التيار الكهربائي ثلاث ساعات في اليوم في دمشق وست ساعات في ضواحي العاصمة.

وباتت السياسة حديث كل سكان العاصمة السورية بعد الهجمات الدامية الأخيرة التي أثارت قلقا كبيرا. والتي أكدت المعارضة بجميع ألوانها أنها من تدبير نظام الأسد.

ودارت مواجهات مسلحة مؤخرا بين منشقين وجنود في دوما التي تبعد 20 كلم فقط عن العاصمة في حين أعلن ناشطون الأسبوع الماضي استيلاء الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين، على مدينة الزبداني على بعد 45 كلم شمال غرب دمشق.

والجمعة أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تدرس إمكانية إغلاق سفارة الولايات المتحدة في دمشق بسبب مخاوف أمنية متزايدة في ظل استمرار قمع الاحتجاجات في البلاد.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان: "نحن قلقون جديا من تدهور الوضع الأمني في دمشق بما في ذلك (الهجومان) بالسيارات المفخخة مؤخرا، وعلى سلامة وأمن أعضاء سفارتنا".

ويواجه النظام السوري منذ مارس 2011 احتجاجات شعبية غير مسبوقة تحولت إلى أعمال مسلحة. وأدى قمع هذه الاحتجاجات إلى سقوط أكثر من 5400 قتيل، بحسب الأمم المتحدة. لكن نشطاء الثورة يرفعون الحصيلة إلى أكثر من ذلك.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 25/01/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com