ليبيا: حشود تقتحم "الانتقالي" ببنغازي..ووساطة لإخراج "عبدالجليل"


اقتحم حشد من المحتجين، مساء السبت، المقر المحلي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الحاكم في مدينة بنغازي الواقعة بشرق البلاد.
ويواصل متظاهرون في بنغازي مهد الانتفاضة التي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي احتجاجاتهم منذ أسابيع مطالبين بإقالة المسؤولين من عهد القذافي وبمزيد من الشفافية بشأن كيفية انفاق المجلس الوطني الانتقالي للأموال الليبية.

وأفاد نشطاء على شبكة الإنترنت بأن أعضاء المجلس الانتقالي الذين تواجدوا وقت الاقتحام اضطروا إلى الخروج من الأبواب الخلفية. والتقط بعضهم صورة لرئيس المجلس مصطفى عبد الجليل وهو يقف في نافذة المقر.
وقالت تقارير صحافية محلية إن مجموعة من مشايخ بنغازي لإقناع الشباب المتظاهرين بالسماح للمستشار عبد الجليل بالخروج. وقد وافق الشباب على دخول المشايخ بعد أن خطب فيهم الدكتور غيث الفاخري رئيس هيئة علماء ليبيا.
وضم وفد المشايخ كلاً من الشيخ غيث الفاخري وأشرف المغربي ومفتاح الفرجاني وفضيل البرعصي وأحمد ابعيو وغيرهم من مشايخ مدينة بنغازي .
ومن جانبه، نقلت تقارير إعلامية عن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل، قوله اليوم السبت، إنه قد تم الإعداد لمنح 500 دينار شهريا لأسر الشهداء، ومنح 100 دينار عن كل طفل في الأسرة حتى يبلغ 18 عاما.
وأضاف عبدالجليل، من مقر المجلس ببنغازي: "بالنسبة للمفقودين، سيتم كذلك منح أسرهم القيمة ذاتها، وإن كان أحد أفراد الأسرة لديه مرتب أقل من 500 دينار سيتم إيفاء المبلغ ليصل إلى 500 دينار".
وحول علاج الجرحى قال رئيس المجلس، هناك هيئة لعلاج الجرحى، ومن لم يستكمل علاجه فإن الدولة ملزمة بعلاجه واستكمال علاجه أينما كان.
وأوضح أنه سيتم تسليم بعض المستشفيات إلى أطقم أمريكية وألمانية تنتقل إليها بكافة معداتها وتجهيزاتها تتولى علاج الجرحى، لافتا إلى أن ذلك سيتم في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر.
وأكد عبدالجليل، أن من حالته حرجة في الوقت الراهن سيتم إرسالهم إلى الخارج للعلاج.
وكان قد ألقى مجهولون السبت عدة قنابل يدوية الصنع على مقر المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، دون وقوع ضحايا. وقال الشهود إن قنابل يدوية الصنع القيت على المبنى وفي محيطه اثناء تظاهرة ضمت ثوارا سابقين اصيبوا خلال الثورة على نظام القذافي.
ومساء ارتفع عدد المتظاهرين إلى 1500 على الأقل بحسب مراسل فرانس برس الذي سمع دوي ثلاثة انفجارات جديدة.
وكان المحتجون يطالبون المجلس الوطني الانتقالي بشفافية أكبر وباستبعاد "الوصوليين" من مناصب المسؤولية واحتجوا على "تهميش الجرحى".
وأفاد مراسل فرانس برس بأنه لم تسجل اصابات او اضرار وانه تم تشديد الاجراءات الامنية في محيط المجلس الوطني.
وتأتي هذه الحوادث عشية اعلان قانون انتخابي صاغه المجلس الوطني الانتقالي قبل انتخاب الجمعية التأسيسية وتشكيل لجنة انتخابية في يونيو.
وصرح أمين عام المجلس الوطني الانتقالي لفرانس برس بأن رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل استقبل مجموعة من المتظاهرين لبحث مطالبهم.
وأضاف: "تم إرسال ثلاثة وزراء لمناقشة هذه المطالب" معتبرا أن "مطالبهم مشروعة".
وقال مسؤولون محليون إن تحقيقا جار لكشف المسؤولين عن الهجوم.
واستخدم هذا النوع من القنبال الصغيرة خلال الثورة الليبية من قبل الثوار ضد نقاط التفتيش التابعة لقوات القذافي خصوصا في طرابلس.
وكان المجلس الوطني الانتقالي واجه انتقادات منذ سقوط نظام القذافي. والخميس اعتدى طلاب غاضبون على نائب رئيس المجلس الانتقالي عبد الحفيظ غوقة في جامعة بنغازي.
وقال المجلس في بيان "إن أي اعتداء أو مساس بالمجلس الوطني الانتقالي الموقت هو مساس بمصالح وسيادة الشعب الليبي وثورته المجيدة المنتصرة".
وأضاف البيان أن "المجلس الوطني الانتقالي هو السلطة السياسية العليا والشرعية في ليبيا بشكل مؤقت والى حين الانتهاء من انتخابات المؤتمر الوطني العام وتسليم السلطة له لاتمام مهام المرحلة الانتقالية".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 22/01/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com