نظم الآلاف من المواطنين الفرنسيين مظاهرات بعد ظهر اليوم الأربعاء، بقلب العاصمة الفرنسية باريس للتنديد بالقمة الاجتماعية "قمة الأزمة" المنعقدة حاليا بقصر الإليزيه برئاسة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى.

وأكد المتظاهرون أن القمة هى اجتماع "شكلى".. حاملين لافتات رافضة لخطط التقشف والضريبة على القيمة المضافة.

وكان ساركوزى قد دعا إلى ضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية سريعة تتعلق بصفة خاصة بالتشغيل وفرض ضرائب على القيمة المضافة قبل الانتخابات الرئاسية التى تنطلق فى الثانى والعشرين من أبريل القادم.

وقال ساركوزى فى الكلمة التى ألقاها اليوم الأربعاء، فى افتتاح القمة
الاجتماعية "قمة الأزمة" بالإليزيه بمشاركة ممثلى النقابات وأرباب العمل وعدد من أعضاء الحكومة الفرنسية، وأن هذه الإصلاحات تهدف إلى التوصل إلى حلول لوضع نهاية لزيادة معدلات البطالة.

وأشار إلى أن الأزمة الحالية تتطلب "منا اتخاذ قرارات".. موضحا أنه لا يمكن انتظار الأحداث السياسية الداخلية لاتخاذ القرارات فى إشارة إلى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى يومى 22 أبريل و6 مايو القادمين.

واستطرد ساركوزى قائلا إن الحياة الاقتصادية لا تتوقف انتظارا للانتخابات الرئاسية.. مشددا على ضرورة التركيز على تطوير الشركات الصناعية لضمان وتحسين المنافسة، بالإضافة إلى توفير التدريب اللازم للمواطنين الذين يعانون من البطالة حاليا.

وأكد الرئيس الفرنسى عزمه المضى قدما فى تطبيق الضريبة على المعاملات المالية فى فرنسا.. منوها باقتناع كل من أسبانيا وألمانيا بضرورة فرض هذا النوع من الضرائب.

وتعقد "قمة الأزمة" فى الوقت الذى وصلت فيه معدلات البطالة فى فرنسا إلى أعلى مستوى لها منذ 12 عاما، حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل ثلاثة ملايين شخص تقريبا.

وتؤكد الإحصاءات أن أكثر من 4 ملايين فرنسى يعيشون أوضاعا اقتصادية مزرية، حيث طالت البطالة بشكل خاص الشباب دون الخامسة والعشرين، بالإضافة إلى الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين عاما.

كما تتواكب القمة الاجتماعية التى دعا إليها الرئيس الفرنسى مع قرار وكالة
"ستاندرد أند بورز" تخفيض التصنيف الائتمانى الممتاز لفرنسا من درجة "ايه ايه ايه" إلى "ايه ايه +".