سوريا: النيران تلاحق كل متظاهر سوري يحاول الوصول للمراقبين


أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بأن قوات الأمن السورية أطلقت النار على متظاهرين سلميين حاولوا الوصول إلى مراقبي الجامعة العربية في مدينة جسر الشغور شمال سوريا، وطالبت المنظمة الجامعة العربية بإدانة السلطات السورية.
وقالت المنظمة في بيان وفق وكالة "فرانس برس": إن شاهدين أصيبا في الحادث وفرَّا إلى جنوب تركيا أوضحا أنه في حوالي الساعة 11 صباحًا بالتوقيت المحلي في 10 يناير 2012 تقدما من ساحة "حزب البعث" لمقابلة مراقبي جامعة الدول العربية الموجودين هناك، وعندما اقتربا من نقطة تفتيش في الطريق إلى الساحة، منعهما أفراد من الجيش من التقدم.
وأضاف البيان: "بعد أن رفض المتظاهرون التفرق، تم إطلاق النار على الحشد، فأصيب تسعة متظاهرين على الأقل، وإن مراقبي الجامعة العربية كانوا في ساحة حزب البعث، لكن غادروا في سيارة بعد أن بدأ إطلاق النار".
وأردفت المنظمة الحقوقية: "رغم محاولات عدة، لم تتمكن من الاتصال بالمراقبين للتأكد من صحة الواقعة التي رواها الشهود، وعلى ضوء هذه الانتهاكات وغيرها من الانتهاكات البينة للاتفاق المبرم بين الحكومة السورية وجامعة الدول العربية، على الجامعة العربية أن تكشف علنًا عن نتائج البعثة وتقييمها لإمكانية استمرار البعثة".
وقال شخص اسمه أبو أحمد وهو أحد المتظاهرين المصابين في الهجوم لـ"هيومن رايتس ووتش": "كنا حوالي 300 إلى 500 شخص، وكنت أسير في الصف الأمامي، وعندما أصبحنا على مسافة 100 متر من نقطة التفتيش، هتفنا للجيش: إننا لا نريد إلا مقابلة المراقبين، لكنهم أطلقوا النار علينا".
وقال شاهد آخر يدعى مصطفى: "عندما بدأ المتظاهرون في الجري مبتعدين، طاردتهم قوات الجيش واستمرت في إطلاق النار عليهم"، مضيفًا أنه "كان وسط مجموعة من الأفراد وأصيب برصاصتين في ظهره وأخرى في ذراعه الأيسر، كما أصيب خمسة أشخاص آخرين".

تصدع جديد في بعثة المراقبين العرب بسوريا

هدد عضوان جديدان في بعثة المراقبين العرب بالانسحاب من مهمة الجامعة العربية في سوريا بسبب "عدم فعاليتها"، بعد يوم واحد من إعلان أحد المراقبين انسحابه.

حيث نقلت وكالة "رويترز" عن أحد المراقبين تأكيده أنه وزميل له يفكران بالانسحاب، بعدما شعرا بالفزع مما شاهداه من استمرار العنف وأعمال القتل والتعذيب، مؤكدًا أن إراقة الدماء لم تنحسر نتيجة لوجود بعثة الجامعة العربية، ووصف المراقب معاناة السوريين بأنها "لا يمكن تخيلها".
وحول اتفاق المراقب مع ما وصفه المراقب الجزائري أنور مالك للمهمة بأنها فاشلة، قال: "هذا صحيح، حتى إنني أحاول المغادرة يوم الجمعة، إنني ذاهب إلى القاهرة أو مكان آخر، لأن المهمة غير واضحة، لا تخدم المواطنين، لا تقدم أي شيء"، مؤكدًا أن النظام السوري استغل ضعف أداء المهمة ولم يستجب لها.
وطلب المراقب الذي كان يتحدث عبر الهاتف من سوريا عدم نشر اسمه، لأنه غير مسموح له بالتحدث لوسائل الإعلام، حسبما نقلت الجزيرة نت.
يأتي هذا بعد يوم واحد من انسحاب المراقب الجزائري أنور مالك، الذي اعتبر أن استمرار بعثة المراقبين لن يأتي بنتيجة، حتى بزيادة عددهم وتخصيص مراقب لكل مواطن سوري، وأرجع ذلك إلى أن البروتوكول "ميت" ولا علاقة له بالواقع، وأن تحريره تم من قبل جهة لا تعرف شيئًا عن الوضع الميداني في سوريا، مؤكدًا أن المهمة في سوريا تحولت إلى "مسرحية"، على حد تعبيره.
ومن جانبه أعلن رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية لمراقبي سوريا عدنان الخضير اليوم الخميس أن المراقبين أنور مالك وآخر سوداني اعتذرا عن مواصلة مهمتهما ضمن البعثة فى سوريا "لأسباب شخصية"، مؤكدًا استمرار البعثة في عملها حتى 19 يناير الجاري وفقًا للبروتوكول.
ويرى المحللون أن توالي انسحاب أعضاء البعثة يشير إلى مزيد من التصدع في عمل البعثة، وسيؤدي إلى تقويض مصداقيتها بعد انسحاب المراقب الجزائري، في وقت تتواصل فيه انتقادات المعارضة السورية، حيث وصفتها بأنها "كيان بلا أنياب يساعد الرئيس بشار الأسد في كسب الوقت".





 



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 12/01/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com