"مراقب عربي" يستخدم الحمام الزاجل لإرسال تقاريره من حمص


في ظل الانتقادات المتواصلة لها واتهامها بالانحياز لنظام بشار الأسد، قام متظاهرون سوريون بالتعبير عن رفضهم لأداء لجنة المراقبين العرب بطريقة ساخرة خلال مظاهرة فى مدينة حمص.
حيث ظهر رجل فى مظاهرة بثياب رثة توحى بأنه قادم من العصور المتأخرة ووضع على ظهره لافتة كتب عليها "لجنة المراقبين"، ووفقا للفيديو الذي صوره أحد الناشطين فإن ذلك "المراقب العربي" الذي حضر إلى أحد المظاهرات بحي الشماس لتوثيقها بدا متهالكا وزائغ البصر يرتدي في قدميه أكياسا من "الخيش" ويضع على عينيه نظارة تزيد من صعوبة رؤيته للأشياء.

ويجلس المراقب بتثاقل على طاولة ليكتب على ورقة قديمة عبارة "تظاهرة في الشماس- حمص" مستخدما ريشة طائر كقلم يغمسه في دواة حبر، وذلك في إسقاط على حادثة المراقب الذي طلب ورقة وقلم من سكان بيت كان يزوره في حمص لتسجيل شهاداتهم وما تعرضوا له من قمع وظلم.
وبغية إنجاز مهمته، يرسل المراقب القادم من "غياهب التاريخ" تقريره بواسطة الحمام الزاجل مما يعني مزيداً من المهل للنظام في الإمعان في القتل حيث من المتوقع أن تصل شهادة المراقب بعد فوات الأوان، ولم ينس المراقب استخدام حاسة السمع لتسجيل شكوى امرأة ربما جاءت تتوسل إليه أن يساعدها في الكشف عن مصير زوجها المعتقل منذ عدة شهور دون أن تدري عنه شيئا.
وما إن تنتهي مهمة المراقب حتى يسارع إلى مغادرة مكان التظاهرة ليترك الناس وحدهم يهتفون "لن نركع إلا لله" في مواجهة رصاص قوى الأمن و"الشبيحة".
وقد شكك خبراء عرب في حيادية المراقبين الذين أرسلتهم الجامعة العربية للاطلاع على الأحداث الجارية في سوريا.
وأكد عضو فريق خبراء حقوق الإنسان العرب التابع للجامعة العربية سابقًا طالب السقاف من عمان أن "بعثة المراقبين إلى سوريا تفتقر إلى الاستقلال لأن أعدادًا منهم تنتسب إلى سلك الأمن في العديد من الدول ما يضفي ظلالاً من الشك على عملهم"، وقال: إن "الشكوك تمتد إلى حياد بعض المراقبين ونزاهتهم"، مشيرًا إلى أن "الإيمان بالهوية العربية ليس حكرًا على حزب البعث السوري".
وفي تصريحات سابقة،
قال رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول السوداني محمد الدابي بأنه وجد تعاونًا كافيًا من جانب النظام السوري فيما يتعلق بمهمة فريق المراقبين العرب في سوريا. وقد أثارت هذه التصريحات غضب السوريين في ظل استمرار سقوط عشرات الشهداء يوميا بالتزامن مع عمل لجنة المراقبين العرب على الأرض.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 09/01/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com