شنت الأحزاب ذات التوجه الإسلامى فى الجزائر هجوما حادا على رئيس الوزراء أحمد أويحيى بسبب قوله: "إن الإسلاميين لن يفوزوا فى الانتخابات إلا إذا حدثت معجزة".
ونقلت صحيفة (الخبر) الجزائرية الصادرة صباح اليوم الاثنين عن محمد حديبى عن حركة النهضة قوله: "إن تصريح أويحيى مقلق ومخيف وينم عن عقلية وثقافة التزوير التى مورست فى الاستحقاقات السابقة وهو بمثابة توجيه للإدارة، لتهيئة الظروف من أجل تزوير إرادة الأمة والتصدى للشعب الجزائرى".
وأضاف: "لذلك فإننا فى الحركة يتأكد لنا من خلال التصريح أن هذه الحكومة يستحيل أن تنظم وتشرف على انتخابات شفافة ونظيفة وذات مصداقية، وعلى رئيس الجمهورية أن يتحمل مسئوليته التاريخية بتشكيل حكومة كفاءات محايدة لتهيئة الظروف الجيدة لانتخابات حرة ونزيهة ذات مصداقية".
ومن جانبه، قال ميلود قادرى الأمين العام لجناح فى حركة الإصلاح الوطنى المتنازع عليها، "إن تصريحات أويحيى تعد استهتارا بالشعب، كما لم نعهد مثل هذا الكلام من مسئول سياسى".
وشدد قادرى على أن الشعب اكتفى بالممارسات الماضية، ويتوق للتغيير عن طريق الانتخاب وليس الإضراب.
وبدوره، أشار عبد المجيد مناصرة الناطق باسم مؤسسى حزب "جبهة التغيير الوطني" المنشقة عن حركة مجتمع السلم المحسوبة على الإخوان المسلمين، إلى أن الناخب الجزائرى يتجه للتيار الإسلامى الوطنى.. وتساءل "لماذا تخشى السلطة من نجاح الإسلاميين مادام هناك التزام بالحفاظ على الطابع الجمهورى للدولة والثوابت الوطنية؟ فلماذا نخشى أن نستبدل حزبا بحزب آخر؟".
وكان أويحيى قد قال فى مؤتمر صحفى عقده أول أمس السبت غداة اجتماع كوادر حزبه "التجمع الوطنى الديمقراطي" بالعاصمة إنه لا يخشى وصول الإسلاميين إلى السلطة لكنه يخشى بالمقابل تكرار أحداث العنف التى عاشتها الجزائر بداية التسعينيات عند فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات.
وقال أويحيى، إن فوز الإسلاميين بالجزائر يحتاج إلى معجزة.. مشيرا إلى أن حزبه لا يرغب فى العودة لعامى 1990 و1991 وأنه سيتصدى لكل من تسول له نفسه المساس باستقرار الجزائر أو العودة بها إلى الوراء.
واعتبر أن الصندوق سيكون هو الفاصل بخصوص من سيصل إلى السلطة فى الانتخابات التشريعية المقبلة، التى صرح بأنها ستجرى منتصف شهر مايو المقبل وحث الأحزاب بهذه المناسبة على تعبئة المواطنين للمشاركة فى الانتخابات التشريعية.