يتمنى معظم الشعب السورى أن يقيم احتفالات سقوط النظام الذى حكمه طيلة عقود طويلة بـ"الحديد والنار"، مثلما احتفل الشعب التونسى والمصرى بإسقاط الرئيسين المخلوعين، بينما يرى آخرون أن الاحتفالات يجب أن تتم على الطريقة الليبية "جزاءً وفاقاً" لما ارتكبه الرئيس بشار الأسد مما قالوا عنه إنها مجازر ارتكبت فى حق الإنسانية، كما أن الجميع منهم يرفض رفضا قاطعا أن يفكر فى مجرد الاحتفال على الطريقة اليمنية، لأنهم على قناعة ويقين بأنه لابد من محاكمة الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه على ما فعلوه بأبناء شعبهم.

15 صبيا سوريا من درعا كان لهم الفضل فى تغيير تسطير التاريخ السورى فى عام 2011، إذ أنه لم يبق كمثيله من 40 مِثْلاً، فعملوا على إشعال انتفاضة طالت بلدا عربيا جديدا، كان هذا رأى البعض، بينما رأى الأغلبية أن النظام ببطشه وآلة تعذيبه هو من قاد وعمل على إشعال هذه الثورة عبر استخدام الآلة الحربية لمواجهة المعارضين لحكمه، وهى نفس الآلة والآلية التى كفر بها الشعب السورى أسوة ببعض شعوب الدول العربية.

انطلقت شرارة الثورة السورية فى 15 مارس فى نفس العام "2011"، وإلى الآن لم تتضح بعد ملامح أو معالم إلى أين سيرسى مركب هذه الثورة، فلأول مرة فى تاريخ حكم أسرة الأسد فى عام 1970، تخرج المظاهرات التى تنادى بإسقاط الرئيس تارة وبإعدامه فى مرات أخرى، شهد هذا العام أيضا تأسيس أول حركة مؤسسية مسلحة – الجيش السورى الحر – الذى انبثق عن الجيش النظامى الذى قالوا عنه إنه يأمر بإطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين السلميين.

فى عام 2011، وبعد ما يقرب من 290 يوما من انتفاضة الشعب السورى ضد النظام الحاكم فى البلاد، قدمت هذه الثورة ما يزيد عن الـ 6000 آلاف شهيد، وفى نفس العام فرضت القوى العظمى أمريكا وأوروبا ومن بعدها تركيا وجامعة الدول العربية عقوبات اقتصادية لخلخلة تربعه عن عرش السلطة، فى نفس العام أيضا ثبت حسبما يرى البعض أن النظام السورى لم يكن فى يوم من الأيام نظاما ممانعا مقاوما بل التحق إلى مثليه فى ادعاء البطولة والصمود – إيران وحزب الله – ولم يكن هذا وفقط، بل أعلنت العراق أنها ضد إسقاط النظام ليثبت فيما لا يدع مجالا للشك أن الحركات الشيعية بدأت فى مساندة سوريا مهما كلفها الأمر.