واشنطن بوست: "وداد".. مفجرة الثورة الحقيقية في مصر!


كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عمن أسمتها "مفجرة الثورة الحقيقية" التي انتهت بسقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهي عاملة بمصنع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى.

وأكدت الصحيفة أن "وداد الدمرداش" العاملة بمصنع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، هي المفجرة الحقيقية لثورة 25 يناير, حيث أظهرت شجاعة كبيرة في وجه الحكم الديكتاتوري وذلك قبل خمس سنوات من الآن عندما واجهت صعوبات في توفير الطعام لأسرتها.
وأوضحت "الدمرداش" في حوار مع الصحيفة أنه في عام 2006 واجه عمال مصنع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى - أكبر مصانع العالم لإنتاج الأقطان - مشاكل كبيرة, بسبب عدم قدرة المصنع على التنافس عالميًّا، ونتيجة للتضخم تآكلت الأجور وسرح من نصف العمال، فحدثت احتجاجات ووعدت الحكومة بـ100 جنيه لكل عامل، وفي نهاية العام أخلت الإدارة بوعد الحكومة وهو ما أدى إلى تجدد الاحتجاجات.
وأشارت إلى أنها قامت بطبع المنشورات وتحريض العمال المترددين خوفًا من إلقاء القبض عليهم ووضعهم في السجون أو طردهم من العمل في المشاركة في الاحتجاجات وأقنعتهم بأن ذلك سيعمل على تحسين ظروفهم المعيشية ويساعد في التغيير إلى الأحسن، مشيرة إلى أن العمال الرجال رفضوا الانضمام في البداية، وانضمت النساء، وهتفن "أين الرجال؟!".
وانضم الرجال في اليوم الرابع، وحصلوا فيه على المكافأة ونجحوا في تحقيق مطالبهم، وعلى إثر هذه الاحتجاجات شهدت مصر مجموعة من الإضرابات العمالية في مختلف أنحاء البلاد خلال عام 2007، وهو أمر لم تشهده مصر من قبل.
وأكدت أن عمال المصنع أضربوا مرة أخرى عام 2008، حيث طالبوا بوضع حد أدنى للأجور، وانتهت بالدعوة للتوقف عن العمل يوم 6 أبريل 2008، وهذه كانت الشرارة الأولى للثورة، وسميت جماعة 6 أبريل بهذه الاسم بسبب أحداث هذا اليوم، وأشارت إلى أن الجماعة قامت بحشد المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة في يناير الماضي.
وأكدت الدمرداش أن عمال المصنع الثوريين كانوا من أول المنضمين إلى صفوف المتظاهرين في يناير واستمروا خلال الاحتجاجات التي تبعت الثورة طوال العام.
ولم يشر الكاتب إلى أن مصر كلها كانت في حالة ثورة على الظلم وذلك منذ عقود قبل أن تقوم وداد بتلك الخطوة؛ حيث إن الجماعات الإسلامية المصرية ذاتها كانت في ثورة ضد الأنظمة الفاسدة وذلك منذ قيام عبد الناصر بالتضييق على الإسلاميين منذ خمسينيات القرن الماضي عندما أودعهم السجون والمعتقلات ونشأت عدة حركات إسلامية كلها تهدف إلى إسقاط الأنظمة الدكتاتورية بوسائل مختلفة، تراوحت ما بين العمل السياسي السري وما بين مقاومة الظلم علانية في شوارع القاهرة.
والجدير بالذكر أن العديد من المراقبين الغربيين قد أعربوا عن خوفهم من السياسات الإسلامية المصرية بعدما اكتسحت الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فيما لم تحصد الحركات الليبرالية واليسارية سوى  النذر اليسير، وهو ما حدا بالعديد من الدول الغربية إلى العثور على نماذج بديلة للإسلاميين بتقديم العون المادي والمعنوي والتدريب والتأهيل لعدة منظمات وهيئات منها حركة 6 أبريل ذاتها، التي تلقت تدريبًا بالخارج والتقى قادتها بعدة زعماء غربيين وعلى رأسهم وزيرة الخارجية الأمريكية ذاتها، بعد أن تلقوا تدريبات في كيفية الإسقاط السلمي للحكومات عن طريق الاحتجاجات السلمية، فيما تناقلت جهات أخرى أنباء تلقيهم تدريبات عسكرية في عدة دول منها صربيا، وقد تم العثور على أسلحة في بعض منازل المنتسبين إلى حركة 6 أبريل، واتهمهم المجلس العسكري الحاكم في مصر بأنهم لديهم مخططات عسكرية لإسقاط الدولة المصرية.







كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 01/01/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com