مصر: هناء المداح تكتب: أحسِنوا الظن بالتيارات الإسلامية يرحمكم الله


ما المانع من أن يعطى الشعب المصرى فرصة ولو لمرة واحدة لأفاضل التيارات الإسلامية كى يحكموا ويقودوا البلد فى المرحلة القادمة ويكون لهم النصيب الأكبر فى تولى المناصب العليا مثل الوزارات المختلفة خاصة الخدمية منها؟

لماذا لا يعمل الكثير من المصريين عقولهم وينجرفون بسهولة وراء الإعلام المسموم المضلل بمختلف وسائله الذى يهاجم هؤلاء دائماً وأبداً ويجعلون منهم فزاعة وخطرا يخيفون ويحذرون الشعب المصرى منهم وكأنهم ليسوا مصريين بل أعداء غرضهم الأول والأخير هو سرقة عرش مصر ومقدراتها ليهبطوا بالبلد إلى أسفل سافلين؟!

هل سأل كل معارض للتيارات الإسلامية نفسه ذات مرة لماذا عمل النظام الملعون السابق على وأد الإسلاميين واعتقالهم فى السجون وتعذيبهم وتدمير حاضرهم ومستقبلهم بكل ما أوتى من قوة ليبعدهم عن الساحة والمشاركة فى الحياة السياسية بأى شكل، ليظلوا مسيطرين على كل شيء فى البلد دون منافس أو منازع؟!

لقد دفع العديد من المنتمين للتيارات الإسلامية المختلفة لأكثر من نصف قرن الثمن غالياً لأنهم كانوا يرغبون فى إصلاح وتغيير واقع مصر الأليم وكانوا يقولون لا فى وجه أنظمة جائرة وظالمة وفاسدة ولذلك تربصت بهم هذه الأنظمة وقهرتهم ووأدتهم لثقتها فى أنهم الأكثر تأثيراً والأصلح للنهوض بمصر والمصريين ولكن الطمع فى السلطة حتى النَفَس الأخير والرغبة فى الاستئثار بخيرات البلد والانصياع لأوامر وتوجيهات ورغبات أسيادهم فى الخارج وأمور أخرى كثيرة أعمت هذه الأنظمة عن رؤية الحق والتفكير فى الحساب والعقاب والوقوف بين يدى الله يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم!

بما أننا ذقنا المرار لسنوات طوال على يد من حكمونا من العسكر والعلمانيين الذين جعلونا فى ذيل الأمم بسياساتهم المدمرة وجهلهم وإقصائهم ومحاربتهم غير المبررة للدين، أرى أنه من الإنصاف أن نمنح ذوى القدرة والخبرة من الإسلاميين وهم كُثُر فرصة للإمساك بزمام أمور البلد لمحاولة الارتقاء به وانتشاله من كبوته بسرعة وبسلام لأنهم خير من يتقون الله فينا ويطبقون العدل فى كل شىء بما يرضى الله - أحسبهم كذلك ولا أزكيهم على الله-.

أتمنى أن يكون حفظ رئيس الجمهورية للقرآن وتمتعه بفصاحة اللسان أحد بنود الدستور القادم التى يتم بموجبها اختيار الرئيس، لأن هذا الأمر لا يقل أهمية عن باقى البنود والشروط الواجب توافرها فى الرئيس، بل بالعكس فهو الأهم من وجهة نظرى لأنه إذا كان حافظاً للقرآن وفصيح اللسان كان ذلك دليلاً على أنه عربى خالص لن يتأمرك أو يتصهين يوماً ما وبذلك نضمن انتماءه وولاءه للأمة العربية بشكل عام ولمصر الغالية بشكل خاص.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 13/12/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com