ويكيليكس يكشف أساليب التجسس على الأفراد والمجموعات


نشر موقع "ويكيليكس" 287 مستندًا جديدًا تتعلق بعمليات تجسس تقوم بها شركات خاصة على جميع المواطنين حول العالم، وأطلق الموقع ما أسماه ملفات "spy files" أو ملفات التجسس، ليكشف عن كيفية مراقبة الشركات والحكومات للأفراد والمجموعات حول العالم.
ووجَّه مؤسس الموقع جوليان أسانج تحذيرًا خص به كل مستخدمي الهواتف النقالة، وخصوصًا الذكية منها، كما مستخدمي البريد الإلكتروني التابع لشركة غوغل (Gmail) وبرنامج الاتصال الإلكتروني Skype وغيرها، وقال لهؤلاء المستخدمين: "أنتم في مأزق".
وخلال مؤتمر صحافي عقده في جامعة "سيتي" في لندن كشف أسانج أن موقع ويكيليكس أطلق ما يسمى (spyfiles)، أو ملفات التجسس، بالتعاون مع موقع spyfiles.org، مشيرًا إلى أن ما يقدر بـ 150 منظمة حول العالم تستطيع تجميع المعلومات من خلال اعتراض الرسائل النصية والتنصت على المكالمات الهاتفية، وبيعها لاحقًا.
ومن الناحية التطبيقية عمد موقع ويكيليكس إلى تقسيم عمليات التجسس هذه إلى ستة أقسام وهي مراقبة شبكة الإنترنت ومراقبة الهواتف وتروجان أو حصان طروادة، وهو فيروس إلكتروني يعمل على سرقة المعلومات، بالإضافة إلى تحليل المحادثات ومراقبة الرسائل النصية، فضلاً عن رصد أنظمة التموضع العالمي (GPS).
وخصص الموقع كل واحدة من هذه الفئات بخريطة عالمية تظهر مكان حدوثها، محددًا أسماء البلدان التي تجري فيها، وهي تشمل: البرازيل، كندا، الصين، كولومبيا، تشيكيا، الدانمارك، فرنسا، ألمانيا، المجر، الهند، "إسرائيل"، إيطاليا، هولندا، نيوزيلندا، بولندا، أفريقيا الجنوبية، سويسرا، تركيا، المملكة المتحدة، أوكرانيا، الولايات المتحدة الأميركية، الأردن، روسيا وإسبانيا.
وذكر الموقع أن من بين الشركات التي يجري من خلالها التجسس ما يلي Ability وassurance of communication وblue coat وcambridge consultants وETIGroup وHP وnokia Siemens networks وphonexia وغيرها.
وقال أسانج في حديثه إلى مكتب الصحافة الاستقصائية في صحيفة جارديان البريطانية: "قصص التجسس التقليدية التي كانت تقوم بها أجهزة الاستخبارات صارت من الماضي، وإن ثمة تبدلاً ضخمًا حدث في السنوات العشر الأخيرة، حيث باتت كل أنواع الأجهزة الإلكترونية مخترقة، وكل أشكال المعلومات مسجلة بدقة".
ويرى المراقبون أن موقع ويكيليكس يسجل مرة جديدة إنجازًا يهدد عروش ملوك ورؤساء جدد، وربما من خارج العالم العربي، الديموقراطيين منهم والديكتاتوريين، كما حدث مع نشره البرقيات المسربة من وزارة الخارجية الأمريكية، التي أسهمت في إشعال العديد من التحركات الشعبية التي اجتاحت الشارع العربي في الأشهر الأخيرة.
ويقول المراقبون: "لم يتوان الموقع عن مواصلة ما بدأه منذ فترة طويلة، في معركته ضد الأنظمة والشركات الكبرى. وعلى الرغم من كل أشكال الضغوط السياسية والاقتصادية والقضائية التي مورست عليه، وتحديدًا على مؤسسه، يطل علينا اليوم بنوع جديد من المعلومات المسربة، تشكل فضيحة لكثير من الدول وفرصة جديدة للاستمرار في محاولة كبح جماحه".




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 11/12/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com