نائب رئيس حزب الحرية والعدالة يدعو المسيحيين لترتيب أنفسهم سياسياً


قال الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن الحزب لن يشارك فى المجلس الاستشارى، لأنه أنيطت به وظائف لم تكن من اختصاصه مثل دوره فى كتابة الدستور وأن يكون له دور مواز لدور البرلمان.

وأعلن حزب الحرية والعدالة انسحاب ممثليه الدكتور محمد مرسى، رئيس الحزب، والدكتور أسامة ياسين، الأمين العام المساعد للحزب من المجلس الاستشارى، احتجاجاً على تصريحات اللواء مختار الملا عضو المجلس العسكرى، التى قال فيها إن البرلمان المقبل لن يكون ممثلاً لجميع فئات الشعب المصرى، لذا فهؤلاء الذين سيتم تعيينهم لكتابة الدستور الجديد لابد أن توافق عليهم الحكومة المؤقتة.

وأضاف حبيب - فى تصريحات الجمعة - أن المشاركة فى المجلس تعنى الموافقة والرضاء عن الأدوار المنوطة بهذا المجلس، ولهذا قرر الحزب الانسحاب من المجلس الاستشارى، مؤكداً فى الوقت نفسه أن هذا الموقف يخص الحزب كحزب، بينما جماعة الإخوان المسلمين هى المنوطة بالكشف عن موقفها من المجلس الاستشارى.

وأكد أن هناك فرقاً بين جماعة الإخوان المسلمين كمؤسسة دعوية من ناحية، وحزب الحرية والعدالة كحزب سياسى من ناحية أخرى، مؤكداً أن الحزب مؤسسة سياسية مستقلة ومنفصلة عن الجماعة، كما أن قرارات الحزب مستقلة وتصدر عن مؤسسات الحزب المختلفة دون أى تدخل، وإن كان هناك تشاور حول القضايا العامة مع الجماعة، على حد قوله.

وأعرب حبيب عن أمله فى أن تعود روح التعايش إلى المجتمع من جديد، مشدداً على أن الحركة الإسلامية هى التيار الأساسى فى المجتمع المصرى وأن الإخوان هم الجزء المنظم والقوى داخل التيار الأساسى.

وحول كونه قبطياً ووضعه كنائب لحزب يعد الذراع السياسية لحركة إسلامية، قال حبيب: "رغم أن قرارى فى المشاركة يبدو غريباً إلا أن تجربتى تقول إن المصريين كانوا مشاركين فى بناء الوطن، وجماعة الإخوان المسلمين جماعة إسلامية دعوية وجزء من التيار الأساسى المصري، وحزب الحرية والعدالة يقدم نفسه على أنه مشروع سياسى تتوافق عليه شرائح كبيرة من المجتمع.

وحول المخاوف من التقدم الذى حققه حزب الحرية والعدالة فى المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب، أوضح أن هذا الفوز كان بفضل الناس (أى الناخبين)، ولا يوجد تخوف من الناس ولكن جميع التيارات السياسية لديها تخوفات من بعضهم البعض، فهناك تخوف بين الليبراليين والإسلاميين، وتخوف بين الإخوان والسلفيين، وهذا يرجع إلى عدم الاحتكاك والتعارف بين التيارات المختلفة.

وقال الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن معظم هذه المخاوف (بين القوى السياسية) سوف تتلاشى من خلال الممارسة خلال فترة وجيزة، لأن المخاوف جزء من الاحتقان، والاستقطاب ولابد من تجاوز حالة الاحتقان السياسى الحالية.

ودعا حبيب المسيحيين إلى تنظيم أنفسهم سياسياً فى تنظيمات مدنية وشعبية تمثلهم وأن تبتعد الكنيسة عن هذا الدور لأنه - حسب قوله - يصيبها بالغرور، وإذا أراد المسيحيون تنظيم أنفسهم فى إطار حزب سياسى فلا شيء فى ذلك وأن رؤيتى فى الحرية والعدالة أن الحرية يجب ألا تكون مشروطة.

وعن دور الأزهر خلال الفترة المقبلة، أوضح حبيب أن مؤسسة الأزهر الشريف هى مؤسسة العلم الشرعى وهى جهاز استشارى للدولة بأكملها، وكل من الأزهر والكنيسة يستطيع أن يعبر عن رأيه بحرية لأنهم صناع الرأى العام.

وأكد حبيب، أن هناك اختلافاً فى التصورات السياسية بين الإخوان المسلمين والتيار السلفى وهذا التعدد والتنوع إيجابى، محذراً من الدعوات التى يطلقها البعض بهجرة المسيحيين وتركهم البلد فى حال وصول التيار الإسلامى للحكم، وقال إن قرار الهجرة يضر أى مسيحى مصرى فقرار الهجرة يؤثر على عدد المسيحيين فى مصر.

وأضاف: "إننا شركاء فى الثقافة والحضارة الإسلامية وهناك تعايش جيد بين المصريين لعقود قريبة ولكن بعد هزيمة 67 حدث تفكك فى المجتمع المصرى والتيار الأساسى فى مصر هو التيار الإسلامى ومن مصلحة المسيحيين أن يكونوا مع تيار الأغلبية وليس تيار الأقلية، حسب قوله.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 10/12/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com