الجاريان: صعود الإسلاميين فى مصر ليس بالضرورة سبباً للذعر


قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الأداء القوى للإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية لا يجب أن يكون بالضرورة سببا للذعر مثلما حدث، ويتوقف ذلك على ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين، التى من المتوقع أن تحصد عن طريق حزبها الحرية والعدالة حوالى 40% من مقاعد البرلمان، جادة فى تبنيها للديمقراطية.

وفى التقرير الذى كتبه محلل شئون الشرق الأوسط إسندر العمرانى، أوضحت الصحيفة أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات أحبطت أغلب المثقفين وأبناء الطبقة الوسطى الذين كانوا يأملون أن تكون هناك ديمقراطية ليبرالية بعد الإطاحة بحسنى مبارك يكون فيها دور للإسلاميين المعتدلين.

كما أن هذه النتائج أزعجت أيضا غير المسلمين الذين يخشون من أن أسلمة الحياة العامة التى حدثت خلال العقدين الماضيين ستتسارع بشكل أكبر مع دعم كامل لهذا النمط من جانب الحكومة والبرلمان فى السنوات المقبلة.

ورغم أن نجاح الإخوان المسلمين كان متوقعا بسبب أدائهم وتنظيمهم، إلا أن نجاح السلفيين كان أكثر مفاجأة وعكس تواجدهم العميق فى المجتمع المصرى وهو ما يثير قلق عميق لأنهم أوضحوا فى بيانتهم مراراً أنهم غير ليبراليين يتبنون أفكاراً متشددة فى كثير من القضايا.

ومن ثم، سيكون الإخوان المسلمون أمام خيارين: إما حشد الإسلاميين حولهم، أو تشكيل تحالف أوسع مثلما فعلوا فى الصيف، وما يفضلونه.

ويعتقد العمرانى أن هناك نتيجة إيجابية من الانتخابات وهى أنه إذا كان الإخوان جادين فى تبنى ديمقراطية انتخابية ويعملون بجد من أجل تعزيز هذه القضية، فستكون هناك انتخابات أخرى مع هؤلاء الذين يختلفون مع آرائهم المحافظة.

وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول إن الدرس الأكبر المستفاد من الانتخابات هو أن غير الإسلاميين فى حاجة إلى التنظيم ووضع استراتيجية لهم والتعاون بشكل أفضل مما يفعلون الآن، والأهم منذ ذلك على الإطلاق هو إعادة التواصل مع المصريين الذين لم يصوتوا لهم. وهناك سبب آخر للتفاؤل، وهو أنه حتى إذا كانت الانتخابات لتسفر عن إعادة المرشحين المحافظين، فإن هذا يعنى أن الثورة أطلقت كثير من الأفكار التقدمية خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الدولة والمدنيين وستستمر المعركة.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 06/12/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com