ارتباك شديد يسيطر على الدكتور كمال الجنزورى المكلف بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى، فالرجل ومنذ الإعلان عن قرار تكليفه، بتشكيل الحكومة، أعطى 3 مواعيد للإعلان عن حكومته الجديدة، وفى كل مرة يؤجل، حتى تاريخه.
تأجيل الإعلان عن تشكيل الحكومة، سببه الاعتذارات الكثيرة، من الذين عرض عليهم الحقائب الوزارية، فى الوقت الذى تشهد فيه مصر حاليا ولأول مرة عبر عصورها المختلفة، وجود 3 حكومات مختلفة تدير شأنها الداخلى، الأولى حكومة الدكتور عصام شرف التى تقدمت باستقالتها، ولكن استمرت فى تسيير الأعمال، وحكومة الدكتور كمال الجنزورى التى يتم تشكيلها حاليا بعد تكليف المجلس العسكرى، ولم ينته أمر التشكيل حتى الآن، فى حين شكل متظاهرو التحرير حكومة إنقاذ وطنى برئاسة البرادعى.
أما عن أماكن إدارة الحكومة، فحكومة شرف مازالت تتخذ من مقر مجلس الوزراء بقصر العينى مقرا لها، فى حين يجرى الدكتور كمال الجنزورى مشاوراته، من مقر معهد التخطيط القومى بشارع صلاح سالم بمدينة نصر، أما حكومة الدكتور محمد البرادعى، فتدير مشاوراتها من مقر مسجد عمر مكرم بميدان التحرير.
الحكومات الثلاثة المشكلة والتى ترى كل منها أحقيتها فى إدارة البلاد، تعد حالة فردية فى تاريخ مصر عبر عصورها المختلفة، وتمثل ما آلت إليه الأمور فى البلاد، من اختلاف فى الرؤى والتوجه.
مصادر ترى أن مصر دخلت خلال العشرة أيام الماضية مرحلة دقيقة من تاريخها، وتسارعت الأحداث فيها بشكل خطير، وظهرت الانقسامات جلية بين الفصائل السياسية المختلفة، وانشقاق دب بين صفوفها، ما بين مؤيد للمجلس العسكرى، ومعارض بشدة له، وما بين مؤيد للجنزورى، ومعارضة أعنف من ميدان التحرير، وشهدت الساعات القليلة الماضية اتصالات كبيرة بين جميع الفصائل السياسية مع كافة الأطراف الحزبية والحركات والقوى والنشطاء والثوريين ودوائر صنع القرار، إيجاد مخرج لهذا الوضع الخطير