قبل يوم من مليونية الغد، سادت حالة من الهدوء الحذر مساء اليوم الخميس ميدان التحرير، بعد ما شهده من اشتباكات بين الباعة الجائلين، وبعضهم البعض، بالزجاجات الفارغة والعصى حول أماكن عرض البضائع الخاصة بهم، وشكلت اللجان الشعبية مجموعة من اللجان النظامية نظمت أماكن الباعة الجائلين بجوار الأرصفة فى مختلف أرجاء الميدان ومنعهم من الوقوف فى الوسط لعرض بضائعهم، الأمر الذى لاقى قبولا من الباعة تجنبا لحدوث أى اشتباكات.
وتجمع عشرات المتظاهرين وسط الميدان، ثم تحركوا فى مسيرة طافت الميدان للمطالبة بتسليم الجيش للسلطة مرددين من الهتافات " ربك وحده اللى بيحمينا والجيش مكانة سينا " و "احنا الثوار الاحرار وهنكمل المشوار " " يا نجيب حقهم يا نومت زيهم " " لسة الدم المصرى فاير لساها ثورة يناير
وزع المعتصمون أمام مقر مجلس الوزراء منشوراً على المارة والمعتصمين فى شارع مجلس الشعب وميدان التحرير، تحت شعار "الشعب يريد أخلاق الميدان"، أكد على فشل المجلس العسكرى والحكومات التى تولت بعد الثورة فى إدارة شئون البلاد بالشكل الصحيح، وتحقيق مطالب الشعب.
كما أكد المنشور على أن التغيير الحقيقى والتحول الديمقراطى الذى يسعى إليه جموع الشعب لن يتم إلا بثورة أخلاقية واجتماعية وفكرية وثقافية، الأمر الذى تجسد فى سلوك وأخلاقيات شباب الثورة خلال الموجة الأولى لها فى شهر يناير الماضى، مضيفا أنه مع بدء الموجة الثانية للثورة، وتدفق عناصر جديدة من المعتصمين والمتظاهرين على ميدان التحرير، يجب على الجميع أن يتحلوا بعدد من الواجبات الأخلاقية، ومنها الحفاظ على النظافة العامة للميدان بجمع المخلفات والتخلص منها، والبعد عن الخلافات الطائفية والحزبية، لأنه لا صوت يعلو على صوت الميدان.
ودعا المنشور إلى الترابط والمحبة بين الجميع والتكافل والتراحم، إضافة إلى العمل الجماعى والتفانى فى الحفاظ على وحدة الصف لتحقيق هدف واحد من خلال الأفكار المشتركة بين المتواجدين، رغم اختلاف مذاهبهم واعتقاداتهم الفكرية، يأتى هذا برفض الشائعات وعوامل الإحباط التى ينشرها البعض فى محاولة منهم لتفريق صفوف المعتصمين داخل الميدان، حسب المنشور