متظاهرون يحرقون مقر محافظة سوق الجديد بتونس


تواصلت السبت الاحتجاجات في مدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 210 كيلومترات من العاصمة تونس، والتي اندلعت شرارتها الجمعة قبل الماضي مع قيام شاب جامعي بإحراق نفسه احتجاجا على مصادرة الشرطة لعربة للخضروات والغلال التي كان يتكسب منها.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان، إن شبانا يحتجون على تفشي البطالة في مدينة سيدي بوزيد أحرقوا مقر محافظة سوق الجديد بالمدينة التي تشهد اشتباكات عنيفة مع الشرطة لليوم التاسع على التوالي أدت الى سقوط قتيل.
وأفاد الشهود أن متظاهرين اشتبكوا مع قوات الشرطة، ودأت الاشتباكات إلى إصابة ضابط أمن بعيار ناري أطلق من بندقيات أحد أهالي سوق الجديد.
وفي مدينة الرقاب، أضرم محتجون النار في مقر بنايات حكومية وأتلفوا متاجر وهشموا واجهات المحلات، بينما اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة التي حاصرت العديد من المدن التابعة لسيدي بوزيد سعيًا لتطويق الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة.
وكانت العاصمة تونس شهدت السبت مظاهرة- هي الأولى من نوعها بالعاصمة- بمشاركة المئات احتجاجا على تفشي البطالة، وتضامنا مع احتجاجات سيدي بوزيد، ورفع المتظاهرون شعارات (عار عار يا حكومة الأسعار شعلت نار) و(الشغل استحقاق) و(لا لا للاستبداد) و(الحرية كرامة وطنية).
وألقى قياديون نقابيون كلمات أمام المحتجين- الذين قدر نقابيون عددهم بأنهم يصلون إلى نحو 500 شخص- طالبوا فيها بحق الشبان الحاصلين على شهادات في عمل كريم يكفل حياتهم.
وقال سفيان الشورابي أحد المشاركين في التظاهرة إن الناس خرجوا بشكل عفوي للتعبير عن التعاطف مع شبان سيدي بوزيد المطالبين بحقهم في العمل. واعتبر النقابي سليمان الرويسي، أن المسيرة هي رسالة لشبان سيدي بوزيد بأنهم ليسوا وحدهم وأن مطالبهم مشروعة وتتطب حلولا عاجلة.
واندلعت الأسبوع الماضي اشتباكات احتجاجا على إقدام شاب تونسي على إحراق نفسه بعد مصادرة الشرطة لعربة للخضروات والغلال التي كان يتكسب منها، على الرغم من أنه من حملة الشهادات العليا.
واستفحلت الاشتباكات لتصل الى مدن مجاورة مثل المكناسي وبوزيان والرقاب والمزونة بعد أن اقدم شاب ثان على الانتحار احتجاجا على البطالة أيضا بتسلق عمود كهربائي ولمس أسلاك جهد عال.
واتخذت الاحداث منحى مأساويا يوم الجمعة حين قتل شاب في مدينة بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد برصاص الشرطة اثناء مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات للشرطة كانت تحاول منع الشبان من السيطرة على مركز للحرس.
وشهدت منطقة الجنوب الغربي في تونس في السنوات الأخيرة احتجاجات اجتماعية، ففي عام 2008 شهدت مدينة الرديف من محافظة قفصة تحركات احتجاجية كبيرة استمرت أشهرا ضد البطالة وغلاء المعيشة وتعثر التنمية بالمنطقة المعروفة باسم "الحوض المنجمي" لغناها بالفوسفات، وامتدت إلى مدينة أم العرائس المجاورة وفريانة من ولاية القصرين.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 26/12/2010
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com