سوريا: توصلنا لاتفاق مع الجامعة العربية بشأن الاضطرابات


قالت سوريا الثلاثاء، إنها توصلت لاتفاق مع لجنة من الجامعة العربية مكلفة بالتوصل لحل لإنهاء سبعة أشهر من الاضطرابات فى سوريا وببدء حوار بين الرئيس السورى بشار الأسد ومعارضيه.

وأشارت وسائل إعلام سورية إلى اتفاق "على الورقة النهائية بشأن الأوضاع فى سورية" دون الكشف عن تفاصيل، قائلة إن إعلاناً رسمياً بهذا الشأن سيصدر فى مقر الجامعة بالقاهرة غداً الأربعاء.

ولكن مسئولاً كبيراً فى الجامعة العربية، قال إن الجامعة ما زالت تنتظر رد دمشق على مقترحاتها لوقف إراقة الدماء التى قال نشطاء إنها استمرت الثلاثاء مع مقتل مدنيين اثنين برصاص القوات الموالية للأسد فى حمص ومقتل جنديين فى كمين نصبه منشقون على الجيش.

وقال نشطاء، إن مسلحين سحبوا تسعة أشخاص جميعهم ينتمون للطائفة العلوية التى ينتمى إليها الأسد من حافلة على طريق بين مدينتى حمص وحماة وقتلوهم.

وتقول الأمم المتحدة، إن أكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا فى الحملة الأمنية فى سوريا.

وترفض معظم الشخصيات السورية المعارضة الحوار مع استمرار العنف، وقال ناشط إنه يخشى أن يعطى أى اتفاق يتم التوصل إليه فى القاهرة الأسد ضوءاً أخضر لمواصلة حملته العسكرية لسحق المعارضين.

وقالت الولايات المتحدة التى تفرض عقوبات على صناعة النفط السورية وعلى شركات رئيسية مملوكة للدولة رداً على حملة القمع التى يشنها الأسد، إنه إذا قبلت سوريا مقترحات الجامعة العربية ونفذتها، فإن ذلك سيكون "محل ترحيب كبير".

ولكن فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، قالت فى مؤتمر صحفى فى واشنطن "لدينا كثير من وعود الإصلاح ولم نر من أفعال نظام الأسد غير العنف، وعليه لننتظر ونرى: أولاً هل سيكون لدينا حقا اتفاق هنا وثانيًا ما إذا كان الاتفاق سينفذ".

وتنحى الحكومة السورية باللائمة فى أعمال العنف على متشددين تقول، إنهم مسلحون وممولون من الخارج قائلة إنهم قتلوا 1100 من قوات الأمن.

واجتمع وزراء خارجية عرب مع مسئولين سوريين فى قطر يوم الأحد لبحث خطة تستهدف وقف إراقة الدماء.

وقال دبلوماسيون عرب الاثنين، إن الخطة دعت سوريا للإفراج فوراً عن السجناء المحتجزين منذ فبراير الماضى وسحب قوات الأمن من الشوارع والسماح بنشر مراقبين من الجامعة العربية وبدء حوار مع المعارضة.

وقال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى الذى ترأس بلاده اللجنة، إنه يتعين على الأسد بدء إصلاحات جادة فى سوريا لتجنب المزيد من العنف.

وقال مسئول لبنانى تربطه علاقات وثيقة مع الحكومة السورية، إن سوريا قدمت اقتراحاتها للجامعة العربية.

وقال لرويترز "الحكومة السورية تريد، إن تلقى المعارضة السلاح، وأن توقف الدول العربية دعم المعارضة بالأسلحة والأموال وإنهاء الحملة الإعلامية ضد سوريا".

ولم يتضح إلى أى مدى عبر الاتفاق النهائى الذى أعلنت وسائل الإعلام السورية التوصل إليه عن تلك المطالب.

وقال عمر إدلبى عضو لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطنى السورى، إن المعارضة تريد أن تطلع على تفاصيل الاتفاق.

وأشار إلى أن المعارضة تخشى أن يكون هذا الاتفاق محاولة أخرى لمنح النظام السورى فرصة جديدة لسحق الثورة وقتل مزيد من السوريين.

وأضاف أن الاتفاق يساعد النظام السورى على البقاء فى السلطة بينما مطلب المعارضة واضح فيما يتعلق بإسقاط النظام وعدم ملاءمته لأن يقود حتى فترة انتقالية.

وقال رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان الذى كان يتحدث قبل الإعلان السورى، إن القيادة السورية "تستخدم قوة السلاح التى فى أيديها فى محاولة لإسكات الشعب".

وقال أردوغان الذى كان حليفاً مقربا للأسد، إن سوريا تعاملت مع التحالف مع تركيا كأمر مضمون وتجاهلت النصائح التركية بشأن كيفية التعامل مع الاحتجاجات التى بدأت بدعوات للإصلاح ولكنها الآن تطالب بإنهاء حكم أسرة الأسد المستمر منذ أربعة عقود.

وقال أردوغان فى اجتماع لأعضاء البرلمان من حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه "الشعب السورى سيحقق نتائج تلك المقاومة المجيدة"، وتابع "شعب سوريا سيحصل على حقوقه وحريته".

وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، إن اقتراح الجامعة العربية قدم للطرفين فى سوريا فرصة "لتقرير مستقبلهما من خلال حوار وطنى ومصالحة وطنية وبطريقة سلمية دون اللجوء إلى العنف".

وأضاف لافروف الذى كان يتحدث فى أبو ظبى إن روسيا لن تسمح بتكرار تدخل حلف شمال الأطلسى عسكرياً فى ليبيا الذى ساعد على الإطاحة بمعمر القذافى فى سوريا.

ويطالب المحتجون فى سوريا على نحو متزايد بتدخل خارجى رغم أن حلف الأطلسى، قال مراراً إنه لا توجد لديه خطط للتحرك العسكرى فى سوريا.

وقال الأسد فى مقابلة مع التلفزيون الروسى يوم الأحد إنه سيتعاون مع المعارضة لكنه حذر فى مقابلة أخرى من أن القوى الغربية تخاطر بالتسبب فى "زلزال" بالشرق الأوسط إذا تدخلت فى سوريا بعدما طالب محتجون بحماية خارجية لوقف قتل المدنيين.

وتقع سوريا فى قلب الشرق الأوسط المضطرب ولها حدود مع إسرائيل ولبنان وتركيا والعراق والأردن.

وقال الأسد "سوريا هى المحور الآن فى المنطقة. إنها خط الصدع وإذا لعبتم بالأرض فتتسببون فى زلزال".

ومضى يتساءل "هل تريدون أن تروا أفغانستان أخرى.. عشرات من أمثال أفغانستان؟".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 02/11/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com