عشرات الآلاف يتظاهرون فى إسرائيل مطالبين بـ"العدالة الاجتماعية"


تظاهر عشرات الآلاف فى إسرائيل مساء السبت احتجاجا على غلاء المعيشة وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية، كما أفاد منظمو هذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة فى تاريخ الدولة العبرية والتى رأت النور خلال الصيف.

وجرت التظاهرة الأكبر فى تل أبيب، حيث نزل إلى الشارع أكثر من 70 ألفا بحسب المنظمين، ولكن هذا التحرك على أهميته ظل دون التظاهرات الضخمة التى جرت خلال الصيف، بحسب ما أكدت وسائل الإعلام.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الشعب يريد زيادة الموازنة" و"عدالة اجتماعية" و"المزيد من المساكن العامة"، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

واحتشد المتظاهرون فى ساحة إسحاق رابين أمام مقر البلدية تحت شعار "العودة إلى الشارع". وجرت التظاهرة فى حين كانت الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة تشهد ارتفاعا خطيرا فى وتيرة أعمال العنف إثر مقتل سبعة مسلحين فلسطينيين فى سلسلة غارات جوية إسرائيلية على القطاع.

وكانت آخر التظاهرات الضخمة التى جرت احتجاجا على غلاء المعيشة والارتفاع الكبير فى أسعار المساكن جمعت فى الثالث من سبتمبر نحو نصف مليون إسرائيلى فى سائر أنحاء الدولة العبرية.

وجرت تظاهرات احتجاجية مماثلة فى مدن أخرى، ولكن عدد المشاركين فيها كان أقل بكثير. ففى القدس تظاهر حوالى خمسة آلاف شخص وفى ريشون لتسيون قرب تل أبيب تظاهر حوالى مئتى شخص، بحسب وسائل الإعلام.

وأعرب خطباء التظاهرات فى كلماتهم عن الأمل فى الشفاء العاجل لجرحى الصواريخ التى أطلقتها الفصائل الفلسطينية على جنوب إسرائيل، حيث قتل شخص وأصيب أربعة آخرون بجروح، اثنان منهم إصابتهما طفيفة، فى حين تم إلغاء تظاهرة كانت مقررة فى بئر السبع فى جنوب إسرائيل بسبب التصعيد مع قطاع غزة.

وقتل تسعة من ناشطى سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى، بينهم قائد ميدانى، فى غارتين جويتين إسرائيليتين السبت على رفح بجنوب قطاع غزة، فيما ردت السرايا بإطلاق صواريخ غراد على جنوب إسرائيل.

وقال رئيس لجنة الدفاع فى الكنيست شاوول موفاز (حزب كاديما، معارضة) إنه "يجب على الحكومة أن تناضل على الجبهة الأمنية وعلى الجبهة الاجتماعية بنفس الطريقة"، مؤكدا أنه جاء إلى تل أبيب للمشاركة فى التظاهرة و"دعم النضال الاجتماعى". وتعاقب على منبر التظاهرة فى تل أبيب عدد من الخطباء بينهم طلاب إضافة إلى مغنين شعبيين.

وكان القسم الأكبر من المتظاهرين فى تل أبيب من الطلاب والأزواج الشبان. ورفعت فى التظاهرة لافتة ضخمة كتب عليها "جيل يطالب بمستقبل أفضل".

ودعا منظمو هذا التحرك على موقعهم الإلكترونى إلى التعبئة "لمطالبة الكنيست والحكومة بإلغاء موازنة 2012 وتقديم موازنة اجتماعية جديدة تأخذ مطالب السكان فى الاعتبار". وكتب المنظمون "اخرجوا بكثافة لتظهروا لقادتنا المنتخبين إننا لا نزال هنا".

ودعا المنظمون أيضا إلى تجمعات احتجاجية فى شمال إسرائيل، فى حيفا وكريات شمونا، وفى جنوبها أيضا، فى بئر السبع وإيلات وكذلك فى القدس.

وتشكل هذه التظاهرات اختبارا بعد تهدئة اجتماعية استمرت شهرين تم خلالها تفكيك المخيمات التى أقيمت فى شوارع مدن عدة.

وسياسيا، تبنت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو فى التاسع من أكتوبر مشاريع إصلاحات تتيح خفض كلفة المعيشة وأسعار المنازل وتقليص الضرائب وتحسين ظروف تعليم الأطفال.

لكن منظمى التحرك الاحتجاجى اعتبروا أن هذه الرزمة من الإصلاحات غير كافية.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 30/10/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com