مصر: أنصار مبارك يشبهونه بـ عثمان بن عفان!!


سخر نشطاء مصريون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من تشبيه أنصار الرئيس المصري السابق حسني مبارك - الذي أطيح به في 11 فبراير تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية - بثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان، عندما تجمع عليه الرافضون لخلافته بأعداد كبيرة ليقتلوه ويعزلوه من منصبه وقاموا بحصار منزله.
وقارنت جماعة "أنا آسف يا ريس" في مقال منشور على الصفحة الخاصة بأنصار الرئيس المخلوع بين الثورة الشعبية التي أجبرت مبارك على ترك الحُكم أوائل العام الجاري بعد 18 يومًا من الاحتجاجات السلمية، وحالة التمرد التي تعرض لها الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - وأدت إلى مقتله.
وقالت: "ألا تذكروا سيدنا عثمان بن عفان أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد خلفاء المسلمين بعد رسول الله والذي تجمع عليه الخوارج بأعداد كبيرة ليقتلوه وليعزلوه من منصبه، وقد قاموا بحصاره أيضًا في منزله مثلما فعل الشعب المصري بالرئيس مبارك حينما دخل عليه أبناء الصحابة للمرة الأخيرة، وطلبوا منه أن يسمح لهم بالدفاع عنه، فأقسم عثمان - رضي الله عنه - على كل من له عليه حق أن يكفَّ يده، وأن ينطلق إلى منزله، ثم قال لغلمانه: من أغمد سيفه، فهو حرٌّ، فأعتق بذلك غلمانه، وقال رضي الله عنه بأنه يريد أن يأخذ موقف ابن آدم الذي قال: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ(28)إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 28 - 29]. فكان آخر الناس خروجًا من عند عثمان رضي الله عنه هو الحسن بن علي رضي الله عنهما".
واعتبر أنصار مبارك أن موقف الخليفة عثمان بن عفان يشبه إلى حد كبير موقف مبارك عندما حاصر الثوار قصره زاعمين أنه رفض إعطاء أوامره للحرس الجمهوري المعروف بولائه له أن يطلق النار على المتظاهرين حتى ولو أحضروه من على فراشه "ألا يذكرنا هذا المشهد أيضًا عندما ذهب ثوار يناير إلى الرئيس مبارك في قصره مهددين إما أن يرحل الآن وإما أن يدخلوا عليه القصر ويحضروه من مكانه وحينها كان بإمكان قوات الحرس الجمهوري التي يعرف عنها الولاء للرئيس مبارك التعامل مع المتظاهرين خارج القصر ومنع أيًّا من كان من الدخول أو حتى الاقتراب من القصر بجميع الوسائل، حينها رفض الرئيس مبارك تورط أي شخص أو أي من القوات في طلقة مع أبناء الوطن الواحد وقال حرفيًّا: لا تطلقوا النيران حتى ولو أحضروني من على فراشي".
وشبهوا ماحدث في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بما يحدث الآن من انتشار للإشاعات والتحريض وتوجيه الناس إلى الانسياق خلف الأجندات الأجنبية، معتبرًا أن مبارك مثله مثل الخليفة عثمان لم يكن أيًّا منهما فاسدًا حتى يخرج عليهما أصحاب الفتن والمصالح الشخصية "يذكرنا كيف تجمع الخوارج على سيدنا عثمان بن عفان وهو أحد المبشرين بالجنة والذي لا غبار عليه وأحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أفسد الخلافة، فقد استخدموا أيضًا أساليب تستخدم الآن في العصر الحديث، وأهم هذه الأساليب: إشاعة الأراجيف حيث ترددت كلمة الإشاعة والإذاعة كثيرًا، والتحريض والمناظرة والمجادلة للخليفة أمام الناس، والطعن على الولاة، واستخدام تزوير الكتب واختلافها وأوهموا أهل المدينة أنهم ما جاءوا إلا بدعوة الصحابة، وصعَّدوا الأحداث حتى وصلت إلى القتل يذكرنا هذا المشهد بالفتن التي نراها الآن من استخدام حالة الاستنفار عند الناس وتوجيههم إلى أهدافهم الشخصية وطبق أجنداتهم الخارجية، فهل أيضًا كان الخليفة عثمان بن عفان فاسدًا حتى يخرجوا عليه الخوارج أصحاب الفتن كما خرجوا على الرئيس مبارك من أصحاب المصالح الشخصية؟".
وأكد نشطاء تصدوا لما كتبه أنصار مبارك أنه لا وجه للمقارنة بين الحالتين التي يفصل بينهما نحو1400 عام، وأشاروا إلى أن الخليفة عثمان بن عفان لم يكن حاكمًا ظالمًا انتشر الفساد في عهده وتغلغل بجميع أركان دولته ولم يؤذ شعبه أو يساهم في قتله سواء بالمبيدات المسرطنة أو برصاص القناصة بميدان التحرير.
ويمثل المؤيدون لمبارك الذين عبروا عن رفضهم للإطاحة به بعد نحو 30 عامًا من وجوده بالسلطة، حالة استثنائية مثيرة للجدل على الساحة المصرية ويعملون من أجل "رد الاعتبار لمبارك" الذي يصفونه بالوالد والقائد والزعيم.
ويرى كثيرون في مصر أن الجماعات المؤيدة للرئيس السابق وخاصة جماعتي "أنا آسف يا ريس" و"أبناء مبارك" يتحركون بدعم مالي من أعضاء الحزب الوطني (المنحل) ورجال الأعمال الفاسدين المرتبطين بنظام مبارك.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 23/10/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com