موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || تونس: تحقيق قضائي إثر احتجاجات على فيلم يجسد الذات الإلهية
اسم الخبر : تونس: تحقيق قضائي إثر احتجاجات على فيلم يجسد الذات الإلهية


قررت النيابة العامة في تونس الاثنين فتح تحقيق بشأن بث فيلم كارتون إيراني مدبلج إلى اللهجة العامية التونسية على قناة "نسمة تي في" الفضائية، بعد يوم من محاولة المئات من الغاضبين اقتحام مقر القناة، احتجاجًا على تجسيد الذات الإلهية في فيلم "بلاد فارس".
ونقلت وكالة "تونس إفريقيا" للأنباء عن مصدر قضائي أن قرارًا بفتح التحقيقات اتخذ إثر شكاوى تلقتها النيابة العامة من عدد من المحامين والمواطنين بعد بثِّ الفيلم يوم الجمعة الماضي، وهو الأمر الذي فجَّر موجة احتجاجات شعبية غاضبة بعد تجسيد الذات الإلهية ضمن أحداثه.
وقام أكثر من 300 تونسي الأحد بمهاجمة مقر القناة التليفزيونية بشارع محمد الخامس بوسط تونس العاصمة، وذلك استجابة لدعوة ناشطين إسلاميين عبر موقع "فيسبوك"، لكن قوات مكافحة الشغب التونسية التي دفعت بتعزيزات إلى محيط مقر القناة تصدت لهم ومنعتهم من اقتحامها، واعتقلت نحو 30 شخصًا منهم. كما شهدت محافظتا قفصة وسيدي بوزيد الاثنين مسيرات للتنديد بالفيلم الذي بثته القناة.
وتدور قصة الفيلم حول فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الانقلاب الذي قامت به الثورة الإيرانية بقيادة الخوميني عام 1979 على نظام الشاه السابق محمد رضا بهلوي، وشعورها بالقمع في ظل الحكم الجديد، وما تلاه من خيبة أمل قبل أن يرسلها والداها إلى النمسا خوفًا عليها من الأجهزة الأمنية لتكمل دراستها هناك.
واعتبر الناشطون بث الفيلم في الوقت الذي تستعد فيه تونس لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر الجاري، يهدف إلى بث التفرقة وإلى استفزاز مشاعر التونسيين، وتخويفهم من الحركات الإسلامية في البلاد.
وطالبوا بتحريك دعوى قضائية ضد القناة بسبب إهانتها لمشاعر التونسيين تحت مسمى الحريات. واعتبر آخرون أن حرية التعبير مكفولة في تونس، لاسيما بعد الثورة لكن ليس على حساب التعدي على المقدسات الدينية.
في المقابل، وصف نبيل القروي مدير عام القناة التليفزيونية ما تعرضت له القناة بأنه "نوع جديد من الديكتاتورية في حق حرية الإعلام"، واصفًا المحتجين على عرض الفيلم بأنهم "عصابات ومتخلفون ولا يحترمون حرية التعبير".
يشار إلى أن القناة ذاتها كانت قد تعرضت في وقت سابق إلى هجمة مماثلة عندما بثت مسلسلاً رمضانيًّا تضمن تجسيدًا للنبي يوسف عليه السلام.
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه وزارة الأوقاف التونسية الاثنين إلى احترام المعتقدات والمقدسات والمحافظة على مناخ السلم الأهلي في البلاد لتيسير عملية الانتقال، وطالبت "كافة التونسيين ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة، العمومية والخاصة، ضرورة احترام العقائد والمقدسات الدينية، ووجوب الالتزام بمبادئ السلم الاجتماعية، وبمطالب التوافق بين جميع التونسيين، لتيسير عملية الانتقال الديمقراطي في كنف الحرية المسئولة"، بحسب بيان نقلته وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.


تاريخ الاضافة: 11/10/2011
طباعة