موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || حركة "احتلوا وول ستريت" تكشف عن أزمة اقتصادية عالمية
اسم الخبر : حركة "احتلوا وول ستريت" تكشف عن أزمة اقتصادية عالمية


فى مكان مثل شارع المال والبورصة فى مانهاتن السفلى أغلى ضاحية فى الولايات المتحدة الأمريكية والعالم.. وفى زمان مثل تمام السادسة صباحا من يوم السبت الموافق 17 سبتمبر الماضى وحتى كتابة هذه الكلمات.. وبحضور آلاف من الأمريكيين.. ربما يعتقد البعض أنهم جاءوا للالتحاق بطوابير حجز أسهم مالية فى أكبر أسواق البورصة الأمريكية والعالمية بعد ما يشهده العالم من اضطرابات سياسية ونتائج ذلك على الاقتصاد الذى يعتبر نواة الاهتمام الأولى لكل إنسان غربى.. ولكن قد لا يخطر على بال الثائر العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص أن آثار ربيعه قد تعدت حدود دولته والمنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط لتصل إلى الصومعة المالية الأكبر فى العالم والتى شكل فيها مئات الآلاف من الشباب الأمريكى المتعلم حركة احتجاج موجهة ضد فساد وجشع الأوساط المالية الكبرى وذلك تحت مسمى "احتلوا وول ستريت".

وقد استلهم الشباب الأمريكى نموذج احتجاجتهم من ميدان التحرير حتى فى عدم وجود قائد أو زعيم يتحدث باسم المحتجين وتقديم بعض المواطنين لهم الطعام والشراب، كما أن وسائل الإعلام الاجتماعى وإعلام المواطن من فيسبوك وتويتر وفليكر ومقاطع فيديو على موقع يوتيوب لعبت ولا تزال دور البطل فى هذه الاحتجاجات مثلها مثل ثورة 25 يناير وذلك بعد أن تجاهلتها وسائل الإعلام الأمريكية بشكل خاص والغربية بشكل عام فيما انشغلت العربية بأمورها، وبمجرد دخولى إلى الصفحة الرسمية للحركة على الفيسبوك وتعريفى بنفسى "I'm from Tahrir and I support you" أنا من التحرير وأساندكم" تهافت العديد من الأعضاء على الضغط على زر "الليك" فيما أعرب البعض عن مساندتهم لى وللتحرير أيضا ورغبوا فى إضافة صديقة مصرية على قائمتهم.

ولم يمنع اعتقال المئات من المحتجين صباح يوم الأحد الماضى، من انتقال احتجاجات واعتصامات الحركة إلى لوس أنجليس وبوسطن وشيكاغو فى اليوم التالى، لتتعدد أهداف الحركة بدءا من الغضب بسبب خطة إنقاذ الحكومة لشركات وول ستريت، مرورا بديون الطلبة والبطالة ووحشية الشرطة ووصولا إلى التغير المناخى الأمر الذى جذب اهتمام الإعلام مؤخرا.

ومن جانبها علقت الدكتورة نيفين عبد الخالق الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بالقول إن حركة الاحتجاج الأمريكية "احتلوا وول ستريت" الموجهة ضد فساد الأوساط المالية، إنها خاصة بالأزمة الاقتصادية التى تمر بها الولايات المتحدة بالإضافة إلى غياب العدالة الاجتماعية.

وأكدت الدكتورة نيفين عبد الخالق لـ"اليوم السابع" أن الحركة الأمريكية استوحت احتجاجاتها من مد "الربيع العربى" التى تعدت النطاق الإقليمى لتصل إلى العالمى، مضيفة أن هناك شعور بعدم الاطمئنان نتيجة الظروف الاقتصادية التى تمر بها الولايات وتؤثر على العالم كله وما ينتج عن ذلك من ارتفاع فى الأسعار وشح فى السلع وانخفاض فى المرتبات وتقليص الوظائف وغيرها الكثير.

وأوضحت عبد الخالق أن الأزمات الاقتصادية لها مردود عالمى وليس محلى فقط وذلك فى ظل العولمة، مؤكدة "نحن على وشك أزمة اقتصادية عالمية ولكن ربما لا تشابه نفس الظروف الاقتصادية للكساد الكبير الذى حدث فى الثلاثينيات من القرن الماضى".

واشارت أستاذة العلوم السياسية إلى أنه بعد الأزمة العقارية وما أعقبها من ازمة مالية شهدتها واشنطن دخل الاقتصاد الأمريكى فى حالة انهيار وليس صعود وذلك على عكس ما وعد به الرئيس باراك اوباما، عند توليه الحكم، بتحسين الاقتصاد بعد المغامرات الخارجية التى قام بها سلفه جورج بوش الابن.

ورأت أن الاقتصاد الأمريكى "سينفق" بسبب المشاكل داخل الولايات الأمريكية نفسها ثم ما يحدث فى المنطقة العربية من ثورات الربيع الأمر الذى جعل شعوب العالم أكثر جرأة على الخروج إلى الشارع.

وفسرت تمدد أهداف حركة الاحتجاجات الأمريكية إلى حماية حقوق وحريات الأقليات ولاسيما المسلمة فضلا عن استهجان التعامل الوحشى للشرطة بأن عوامل قلق كبيرة قد تكون موجودة وراء الهدف الأساسى لخروج أى حركة احتجاجية وبمجرد أن تشتعل شرارة الهدف الأول تأتى الأهداف الأخرى تباعا، ومضت قائلة: "هناك ظلم كبير فى العالم بشكل علنى وبدون استحياء وتوجد فئات مختلفة تشعر بأنها لا تحصل على أفضل حقوقها".

تاريخ الاضافة: 08/10/2011
طباعة