دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح علماء اليمن إلى بيان حكم الله ورسوله فيمن يرفض اليد الممدودة بالسلم والحوار، مؤكدًا التزامه بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية باليمن، على أن يقوم بالتوقيع عليها نائبه عبد ربه منصور هادي وفقًا لقرار التفويض الرئاسي.
واتهم صالح - الذي عاد مؤخرًا إلى اليمن بعد خضوعه للعلاج بالسعودية استمر لمدة ثلاثة أشهر - خصومَه الرافضين للحوار معه والمتمسكين بضرورة الإطاحة به من السلطة التي وصلها قبل 31 عامًا، بأنهم "يصرون على الخروج على الثوابت الوطنية والانقلاب على الشرعية الدستورية والسير في طريق القطيعة والتصعيد والمساومة والمغامرة بدماء المسلمين وترويع الآمنين وإقلاق السكنية العامة"، بحسب موقع "سهيل برس" اليمني.
وفي إشارة إلى آلاف المعتصمين بـ "ساحة التغيير" بصنعاء منذ شهور والمدعومين من الفرقة المدرعة الأولى بقيادة أخيه غير الشقيق اللواء علي محسن الأحمر، طالب صالح علماء اليمن بيان الحكم تجاه هؤلاء الذين اتهمهم بالاستمرار في بناء المتارس والخنادق داخل العاصمة وإخافة السبيل وقطع الطرقات والاعتداء على المنشآت الخاصة والعامة والمعسكرات وقتل أفراد القوات المسلحة والأمن".
واعتبر في كلمته إلى مؤتمر جمعية علماء اليمن، ألقاها وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد نيابة عنه بيان أن تصرفات معارضيه "تتنافى مع قواعد وأصول ديننا الإسلامي الحنيف ومبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتتنافى مع دعاوى وشعارات دولة النظام والقانون والدولة المدنية الحديثة التي يتشدقون بها تغريرًا وكذبًا وزيفًا وبهتانًا".
وأبدى صالح التزامه بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية باليمن، على أن يقوم بالتوقيع عليها نائبه عبد ربه منصور هادي وفقًا لقرار التفويض الرئاسي.
وتابع: "ونحن اليوم نكرر نحن ملتزمون بالمبادرة الخليجية لتنفيذها كما هي والتوقيع عليها من قبل نائب رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادي الذي فوضناه بموجب القرار الجمهوري".
وقال: إن "القرار ساري المفعول وهو مفوض لإجراء الحوار والتوقيع على المبادرة وآلياتها التنفيذية للخروج بالوطن من هذا المأزق الخطير ولنتجه جميعًا نحو الحوار والتفاهم والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وانتخابات رئاسية مبكرة كما جاء في المبادرة الخليجية وزدنا على ما جاء في المبادرة الخليجية أن تكون انتخابات كاملة رئاسية وبرلمانية ومحلية إذا تم التفاهم حولها، ما لم فنحن ملتزمون بما جاء في المبادرة الخليجية".
وكان صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ أشهر في بلاده، أكد في تصريح هو الأول بعد عودته إلى صنعاء بعد علاجه بالسعودية من محاولة لاغتياله في يونيو, أنه مستعد لعملية انتقالية تنفيذًا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ولكن عبر إجراء انتخابات.
وتدعو المبادرة الخليجية التي وضعتها دول الخليج القلقة من استمرار الأزمة في اليمن منذ يناير إلى مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية، مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على أن يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.
يشار إلى أن معارك دموية نشبت خلال الأيام الماضية بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة، وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 175 قتيلاً منذ اندلاع الاشتباكات قبل أسبوع.