موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || اشتباكات بين المسلحين الطوارق والثوار الليبيين ببلدة "غدامس"
اسم الخبر : اشتباكات بين المسلحين الطوارق والثوار الليبيين ببلدة "غدامس"


وقعت اشتباكات هذا الأسبوع بين الطوارق ومجموعات مسلحة مرتبطة بالحكومة الليبية المؤقتة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين، الأمر الذي قالت: إنه يبرز التحديات التي يواجهها حكام ليبيا الجدد لكسب تأييد أبناء البدو والقبائل.
وكان الطوارق - وهم بدو يجوبون الصحراء الواقعة على حدود ليبيا وجيرانها - يؤيدون العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، وينظرون بعين الشك إلى المجلس الوطني الانتقالي - الهيئة السياسية للثوار - والذي يدير شئون البلاد حاليًا.
ونقلت "رويترز" عن قائد وحدة عسكرية مناهضة للقذافي، وشخصية بارزة من الطوارق مقرها الجزائر أن الاشتباكات دارت ببلدة غدامس على الحدود مع الجزائر، والواقعة على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب غربي طرابلس، وهو ما ينفي بذلك رواية سابقة حول أن الاشتباكات كانت بين الثوار وقوات موالية للقذافي هاجمت المدينة.
وكان مسئولون بالمجلس الانتقالي بطرابلس أعلنوا في وقت سابق الأسبوع الجاري أن بلدة غدامس التي تخضع لسيطرة قواتهم هوجمت من قبل قوات موالية للقذافي ربما كانت مرتبطة بخميس القذافي نجل الزعيم المخلوع.
لكن المصدرين أكدا أن اشتباكًا وقع بين الطوارق وأفراد من أبناء بلدة غدامس، وهو أمر يدعو للقلق أيضًا إذ يظهر الانقسامات العميقة التي يمكن أن تبقى داخل المجتمع الليبي حتى وإن لحقت الهزيمة بآخر أفراد من قوات القذافي.
ونفى مختار الأخضر - قائد لواء الزنتان المناهض للقذافي ومقره طرابلس - وجود قوات تابعة لخميس القذافي بغدامس، قائلاً: "لا توجد قوات تابعة لخميس القذافي في غدامس. الخبر غير صحيح"، موضحًا أنه "لدينا قوات بالمنطقة.. ثلاث أو أربع مجموعات.. أبلغتنا بالجانب الحقيقي من الرواية".
وأضاف: "ما حدث بالفعل كان مناوشات بين أفراد من القوات المناهضة للقذافي من سكان المدينة وأفراد من قبائل الطوارق"، وتابع: "سنعقد مجلس صلح لأفراد المجموعتين وكل شيء سيكون على مايرام قريبًا بإذن الله".
من جانبه، قال أحمد نجم وهو شخصية بارزة من الطوارق يعيش في الصحراء بجنوبي الجزائر: إنه كان على اتصال هاتفي بإخوانه من الطوارق في غدامس. وأوضح أنه "دار اشتباك بين الليبيين والطوارق في غدامس... الليبيون كانوا يريدون تطهير المدينة من الطوارق. هكذا بدأ الأمر. استفزوا إخواننا عندما قالوا: إن القذافي انتهى الآن وبما أنهم مع القذافي فعليهم أن يختفوا أيضًا. وهكذا بدأت الاشتباكات".
ويساند كثير من الطوارق القذافي وذلك بعد أن أيد تمردهم على حكومتي مالي والنيجر في السبعينيات ثم سمح لكثير منهم بالعيش في جنوبي ليبيا. ويلعب الطوارق دورًا مهمًّا بالنسبة للأمن الإقليمي نظرًا لنفوذهم بالصحراء الشاسعة التي كثيرًا ما يعتبرها تجار المخدرات والمسلحون الإسلاميون ملاذًا آمنًا لإدارة أنشطتهم.


تاريخ الاضافة: 27/09/2011
طباعة