موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || ويكيليكس: خامنئي يخطط لتوريث الحكم إلى نجله "مجتبى"
اسم الخبر : ويكيليكس: خامنئي يخطط لتوريث الحكم إلى نجله "مجتبى"


كشف كاتب صحافي إيراني، استنادًا إلى وثائق سربها موقع ويكيليكس، المرشد الأعلى علي خامنئي يخطط لتوريث الحكم لنجله، شأنه في ذلك شأن العديد من أنظمة الحكم العربية، التي حاولت ففشلت غالبيتها، ونجحت محاولة واحدة في سوريا التي أصبح فيها الوريث على حافة الخطر.
وكتب الصحافي شاهين فاطمي يقول: "هناك كم هائل من الوثائق التي كشف عنها ويكيليكس، تحمل معلومات من داخل النظام الإيراني، ننشرها على موقع (إيران والعالم)"، لكن المثير للاهتمام في هذه الوثائق ما يتعلق بـ"السيد مجتبى خامنئي" الذي يعتبر نجل و"ولي عهد" مرشد نظام الجمهورية الإسلامية، نقلاً عن طبيب قريب من التيار المحافظ الذي يحكم إيران، طبقاً للوثيقة التي تحمل رقم (PR100716ZMAY07)".

وجاء في هذه الوثيقة أن طيباً إيرانياً يقول استناداً إلى تقارير يتلقاها الأصوليون المحافظون تزعم أن مجتبى نجل القائد يحمل آراء وعقائد متطرفة، ويحظى بنفوذ واسع في إدارة مكتب القائد، مضيفاً أنه يستمد قوته هذه من مكانة والده، ويعمل حالياً على ترسيخ أسس سلطاته.
ولم تذكر الوثيقة اسم هذا الطبيب حفاظاً على حياة المصادر الاستخباراتية الأمريكية، إلا أنه يشار إليه بالطبيب الأصولي القريب من وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر ولايتي، الذي يعمل حالياً مستشاراً لعلي خامنئي في الشؤون الخارجية.
وقال الطبيب لدى مراجعته الممثلية الأمريكية في دبي: إن ابن المرشد الأعلى يلعب دوراً مباشراً في اتخاذ القرارات السلبية، من قبيل اعتقال موسوي المفاوض الإيراني في الملف النووي.
وأوضح الكاتب الإيراني شاهين فاطمي أن ما أشير إليه آنفاً تم خلال مراجعتين للطيب المذكور، أما خلال المراجعة الثالثة للممثلية الأمريكية فقد كشف الطبيب عن تأثير مجتبى خامنئي على والده، قائلاً "إن مجتبى يبلغ من العمر 33 عاماً، وهو الابن الثالث بين أربعة أبناء، وله نزعة أصولية متطرفة، وهو تلميذ سابق لحسين الله كرم زعيم جماعة أنصار حزب الله. إنه يدرس في الوقت الراهن الفقه ويرتدي زي رجال الدين، وهو الابن الوحيد المهتم بالسياسة".
ويشرح الطبيب خلال مراجعته الرابعة للممثلية الأمريكية، أن مجتبى يحمل أفكاراً متطرفة، لذا من الصعوبة بمكان جعله براغماتياً أو إصلاحياً، وهو مسؤول عن الكثير من السلبيات التي تتسم بها السياسات الإيرانية.
ومجتبى هو الابن الثالث للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009 التي أعلن فيها فوز أحمدي نجاد، بات اسم مجتبى خامنئي يتردد أكثر من أي وقت مضى في الأوساط السياسية والشارع الإيراني، وتتهمه المعارضة بتنظيم الانقلاب على صناديق الاقتراع.
وهناك شائعات قوية ترى بأن المرشد يعمل على إنشاء مجموعة من رجال الدين الشباب الحائزين على درجة الاجتهاد بمساعدة مؤسسة آية الله مصباح يزدي، وربط هذه المجموعة بنجله مجتبى تمهيداً لإلحاق هؤلاء بمجلس خبراء القيادة كضمان لتأييد مجتبى في أن يصبح مرشداً للنظام بعده.
ويرى مصدر حوزوي مطلع في قم أن هناك أرضية تترجم هذه الشائعات إلى واقع، فوجود مجلس صيانة الدستور المعين من قبل المرشد، والذي يمتلك حق النقض وحق تحديد صلاحية المرشحين، بإمكانه أن ينظم اللعبة الانتخابية لمجلس خبراء القيادة بطريقة يصعد من خلالها الموالون لمجتبى إلى المجلس في الانتخابات ضماناً لتصديق المجلس على اختياره مرشداً للنظام بعد والده، لكن في ضوء الوضع الراهن في المجلس لا يمكن تحقيق ذلك، لأن الكثير من أعضائه أعلى درجة من المرشد نفسه من الناحية الدينية.
وموضوع التوريث في إيران ليس جديدًا لدى الإيرانيين، بل ما كشفته وثائق ويكيليكس يؤكد ما يتردد في الأوساط السياسية منذ سنوات بخصوص محاولات المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي توريث الحكم في "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" إلى نجله الثالث مجتبى خامنئي، الذي يحظى بسلطات غير محدودة من خلال مكتب والده، الذي يعرف في إيران باسم "بيت القائد المعظم".
وفي أعقاب المظاهرات التي انطلقت في مختلف المدن الإيرانية بعيد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في عام 2009، كانت الشعارات المضادة لمحاولات التوريث تتردد بين الحين والآخر، ومن ضمنها "فلتمت يا مجتبى قبل أن تصبح قائداً".
ومعروف أنه في العالم العربي أفشلت الشعوب مخططات توريث الحكم في مصر لصالح جمال مبارك، وفي ليبيا لصالح سيف الإسلام، وفي اليمن لصالح أحمد علي عبدالله صالح، لكن فشلت كل هذه المحاولات بفعل الربيع العربي، وقد يكون الرئيس الوحيد الذي استلم الحكم بالتوريث هو بشار الأسد الذي يواجه هو الآخر هذه الأيام تحدياً حقيقياً في الشارع السوري.
مجتبى .. قاد قمع الاحتجاجات ويملك ثروات ضخمة:
وفي يوليو عام 2009، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية النقاب عن الدور الخفي لـ مجتبي خامنئي نجل مرشد النظام الإيراني، على خامنئي، مشيرةً إلى أنه قاد قمع المعارضة، ويسيطر على الاقتصاد، ومرشح لخلافة والده.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إيرانى، قالت إنه سياسي ذو صلات قوية بجهات الأمن فى إيران، مجتبي كان يسيطر على الميلشيات التي شاركت فى سحق الاحتجاجات، التي إندلعت إثر الإعلان عن فوز الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية.
وأشار المصدر إلى أن مجتبى خامنئى لعب دورًا رئيسيًا فى تنظيم الانتخابات المتنازع عليها، وأنه قاد قمع الاحتجاجات من خلال سيطرته المباشرة على ميلشيات الشوارع المعروفة باسم "الباسيج".
وأكد المصدر السياسى أن مجتبى خامنئى هو قائد الانقلاب ضد المحتجين، وأن قوات "الباسيج" كانت تعمل بأوامره، غير أن الحكومة الإيرانية لم تذكر اسمه على الإطلاق.
ومن جانب آخر، قال المصدر السياسي الإيراني، الذى رفض ذكر اسمه بسبب حساسية منصبه فى إيران، "إن الدور القيادى الذى قام به مجتبى خامنئى أثار استياء الكثير من كبار رجال الدولة والسياسيين المحافظين إلى جانب جنرالات الحرس الثورى الإيرانى".
وأضاف: "غير أن هؤلاء المحافظين يتحفظون فى تحدي آل خامنئى علانية، خوفًا من أن أى صدام قد يؤدى إلى تقويض الاستقرار فى الجمهورية الإسلامية ويؤدى أيضًا إلى إضعاف إيران فى المنطقة".
وأضاف أن "اللعبة لم تنته بعد بل إنها بدأت بالفعل"، في إشارة إلى الانقسامات السياسية داخل إيران بين تيار المحافظين والتيار الإصلاحي، وكذلك داخل التيار المحافظ ذاته.
وأوضح المصدر أن المراجع ورجال الدين فى حالة غضب، وكذلك المحافظين غاضبون بشدة وينتقدون مجتبى بقوة، ومن ثم لا يمكن استمرار هذا الوضع فى ظل معارضة عدد كبير من النخبة له.
وأشارت "الجارديان" إلى أن المعلومات المتوافرة عن مجتبى خامنئى ضئيلة للغاية، فهو ابن المرشد الأعلى للنظام الإيراني، غير أن بعض التقارير الصحافية ذكرت أنه قد يخلف والده فى منصبه.
وأضافت أن هذا الأمر سيكون شديد الصعوبة فى ظل الظروف الحالية، حيث من المفترض أن يتم اختيار المرشد من قبل الخبراء من رجال الدين على أساس الموقف الدينى للمرشحين.
وتابعت أنه رغم أن مجتبى يرتدى زى رجال الدين إلا أنه وضعه الفكرى لا يسمح له على الإطلاق بتولى هذا المنصب رفيع المستوى.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك اعتقادات واسعة داخل إيران بأن مجتبى يسيطر على ممتلكات اقتصادية ضخمة.
ونقلت عن بعض المواقع الإلكترونية للمعارضين الإيرانيين أن الحملة الإيرانية الحالية -عام 2009- المناهضة لبريطانيا سببها إعلان بريطانيا فى 18 يونيو أنها جمدت ما يقرب من مليار جنيه استرلينى من الممتلكات الإيرانية على جانب عقوبات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى.
وأضافت أن هذا التجميد تضمن جزءًا كبيرًا من أموال مجتبى بحسب هذه المواقع.

تاريخ الاضافة: 15/09/2011
طباعة