موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || فلول الثورة الليبية: مذيعة "القذافى" رفعت السلاح فى وجه الثوار ثم أعلنت توبتها
اسم الخبر : فلول الثورة الليبية: مذيعة "القذافى" رفعت السلاح فى وجه الثوار ثم أعلنت توبتها


نظم الشعب الليبى عدداً من المظاهرات فى الساحات الرئيسية فى بنغازى وطرابلس، خلال الأسبوع الماضى، كان آخرها يوم الجمعة تحت شعار "لا للمتسلقين".

وشهدت ليبيا بعد نجاح ثورتها حالة تحول غريبة لبعض الشخصيات المشهورة سواء من الإعلاميين أو السياسيين، فمن سبحوا بحمد القذافى ونظامه أمس لعنوه اليوم، بعد نجاح الشعب الليبى فى صناعة ثورته وفرض إرادته، معلنين انضمامهم لثوار 17 فبراير.

هالة المصراتى مذيعة العقيد أحد أبرز الشخصيات التى استفزت الشعب الليبى فقبل سقوط القذافى بيوم واحد فقط، ظهرت هالة على شاشة قناة الجماهيرية الليبية رافعة السلاح فى وجه المشاهدين، لتؤكد أنها ستدافع عن نظام العقيد حتى آخر قطرة من دمها وأن أى من الثوار سيكون مصيره الموت فى حالة اقترابه من القناة والعاملين فيها قائلة "أنا بحمل سلاحى يا قاتل يا مقتول اليوم".

إلا أنه بعد سقوط القذافى وتمكن الثوار من القبض على هالة المصراتى تحولت تماما لتؤكد أنها معهم وتعلن انضمامها لثورة 17 فبراير، واصفة القذافى بالطاغية ورافعة شعار "لا للفساد ولا لكل طاغية على أرض ليبيا الحرة".

يأتى إلى جانب هالة المصراتى، عبد السلام جلود، الرجل الثانى فى نظام العقيد معمر القذافى وأبرز المشاركين فى الانقلاب العسكرى الذى أطلق عليه العقيد اسم ثورة "الفاتح"، ورغم أن جلود حاول القفز من قارب القذافى فى اللحظات الأخيرة، معلنا انضمامه للثوار قبل سقوط العقيد بأيام، إلا أن بعض الليبيين رفضوه تماما، معتبرين أنه كان أحد الأركان الرئيسية فى هذا النظام المستبد الذى جسم على صدورهم طيلة 42 عاما.

ينضم إلى قائمة المتسلقين أو قائمة العار، كما وصفتها بعض الصفحات التى أسسها الشباب الليبى على الموقع الاجتماعى الفيس بوك، على التريكى وزير الخارجية الليبى السابق، والذى أطلق عليه لقب الحشرى، خاصة بعد تصريحات مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالى الليبى الذى هاجمه فيها لحضوره اجتماع جامعة الدول العربية الذى تم فيه الاعتراف بليبيا قائلا، إنه "حشرى" غير مرغوب فيه من الثوار ولم يتقبله الشعب الليبى.

وينضم إلى هذه القائمة يوميا شخصيات أخرى ممن قرروا الانقلاب على القذافى وركوب موجة الثوار، مبررين ذلك إما بأنهم كانوا مخدوعين فى العقيد أو متخوفين من الانقلاب عليه حتى لا يواجهون مصيرا داميا بقتلهم أو تهديد أمن أُسرهم.

ورغم قيام هؤلاء بالاعتذار للثوار ولعن القذافى، إلا أن الشعب الليبى لم يتقبلهم حتى الآن، مصرين على استمرار التظاهر من أجل الوقوف ضدهم، مؤكدين أن على هذا الشعب أن يحمى ثورته التى حماها بنفسه قبل أن يتم سرقتها.

الثوار يستعدون لهجوم نهائى على بنى وليد ونزوح سكانها خوفا من الكتائب

قبل بدء الثوار فى هجومهم النهائى على مدينة بنى وليد لتحريرها من قبضة الموالين للعقيد معمر القذافى نزح مزيد من سكانها خاصة بعد أن قامت الكتائب بقصف أحياء سكنية فيها لأنها أعلنت الولاء للثورة.. وفى الوقت نفسه, حشد الثوار قوات لتحرير سبها فى الجنوب, كما أحكموا تطويق سرت.

وقال مراسل الجزيرة فى ليبيا، نعيم العشيبى، إن النزوح كان كثيفا أمس من بنى وليد (150 كلم جنوب شرق طرابلس)، حيث تشير تقديرات الثوار إلى أن ما بين سبعمائة وألف من المسلحين الموالين للقذافى يتحصنون فيها, ويتمركزون خاصة فوق المرتفعات المشرفة عليها.

وقال الثوار الذين سيطروا على بعض الأحياء الشمالية من المدينة إن أفراد الكتائب نشروا قناصة, وهم يتخذون السكان دروعا بشرية مما أخّر الهجوم النهائى الذى كان يفترض أن يبدأ نهاية الأسبوع الماضى بعدما بلغت المفاوضات طريقًا مسدودًا.

ونقل مراسل الجزيرة عن سكان تمكنوا من مغادرة بنى وليد إلى مدن محررة من بينها طرابلس ومصراتة، أن الموالين للقذافى -الذين لا يزالون يرفعون أعلام نظام القذافى الخضر- قصفوا أحياء رفعت علم الثورة.

ونُقل عنهم أيضًا أن إذاعة محلية متنقلة -على الأرجح- تحرض الناس على قتال الثوار, كما أنها مررت رسالة صوتية جديدة للقذافى دعا فيها إلى المقاومة وقال إن الثوار قدموا للقتل والتدمير.

وأضاف المراسل أن الثوار -الذين استقدموا مزيدا من الرجال والعتاد- يحرصون على عدم تعريض أرواح المدنيين للخطر, وهو ما يفسر تأخر الهجوم النهائى على المدينة التى يؤكد فارون منها أن المياه والكهرباء والاتصالات مقطوعة عنها بشكل شبه كامل.

من جهتها نقلت رويترز عن مقاتلين من الثوار عند البوابة الشمالية لبنى وليد أنهم يمهلون سكانها يومين إضافيين كى يغادروا المدينة قبل بدء هجوم شامل.

وقد وجه الثوار نداء بهذا المعنى إلى سكان بنى وليد عبر الإذاعة المحلية لمدينة ترهونة المجاورة.. ويقدر المجلس الوطنى الانتقالى أن نحو نصف سكان المدينة نزحوا منها نحو طرابلس ومصراتة.

وكانت المهلة التى حددها المجلس الانتقالى لاستسلام الموالين للقذافى قد انتهت الجمعة الماضى, وتُبذل مع ذلك محاولات إضافية إلا أنها لم تثمر وفق ما قاله أمس المفاوض عبد الله كنشيل، الذى أكد تعرض أحياء مؤيدة للثورة لقصف من أتباع القذافى أمس الأول

تاريخ الاضافة: 14/09/2011
طباعة