موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مواجهات عنيفة وانتحار شاب تونسي في ولاية سيدي بوزيد
اسم الخبر : مواجهات عنيفة وانتحار شاب تونسي في ولاية سيدي بوزيد


تخلص شاب تونسي من حياته عن طريق الصعق بالكهرباء، لعجزه عن العثور على فرصة عمل، وهي ثانية حادثة من نوعها تشهدها مدينة سيدي بوزيد، بعد أن أحرق شاب نفسه الجمعة الماضي احتجاجا على حرمانه من بيع الخضار والفواكه.
وذكرن مصادر نقابية، أن الشاب ويدعى حسين ناجي صعد إلى قمة عمود كهربائي وانتحر بلمس الأسلاك على الرغم من توسلات المواطنين إليه للتراجع.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المصادر إن الشاب البالغ من العمر 25 عاما عاطل عن العمل وحاول الانتحار في مرات سابقة. فيما ذكرت وكالة الأنباء التونسية في بيان "الشاب توفي على عين المكان بعد الصعقة الكهربائية على الرغم من محاولات إنقاذه".
وتشهد مدينة سيدي بوزيد مواجهات عنيفة بدأت قبل أسبوع، اندلعت شرارتها مع قيام شاب بحرق نفسه احتجاجا على مصادرة الشرطة لعربة للخضروات والغلال التي كان يتكسب منها. ويرقد الشاب في المستشفى في حالة حرجة.
وقال نقابيون إن مدينتي المكناسي وبوزيان الواقعتين أيضا في ولاية سيدي بوزيد تشهدان حاليا مواجهات عنيفة وإن الشرطة اعتقلت العشرات هناك.
وقال عطية العثموني الناطق باسم اللجنة الجهوية التي تم تشكيلها لمتابعة الأحداث بسيدي بوزيد لفضائة "الجزيرة"، إن مسيرات جابت الأربعاء مدينتي الرقاب و"منزل بوزيان". وأضاف أن المشاركين في المسيرات طالبوا بإطلاق سراح كافة معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت الجمعة الماضي.
لكنه لم يكشف عن مصير الاتصالات مع ممثلي السلطات المحلية بشأن مطالب المتظاهرين، وهي التحقيق في ملابسات إقدام الشاب محمد بوعزيزي على إحراق نفسه والمطالبة بالحق في التشغيل والتنمية في الجهة.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه النقابي محمد فاضل، أن مئات المتظاهرين الغاضبين أحرقوا مبنى معتمدية منزل بوزيان (التابعة للمحافظة) بالكامل، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف أن المتظاهرين "يحاصرون مركز الحرس الوطني (فرع من قوات الأمن) بالمدينة ويحاولون اقتحامه، وهو ما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لمنعهم من ذلك".
وبحسب شهود عيان، فإن المصادمات العنيفة تجددت واندلعت أعمال شغب الليلة الماضية بمدن أولاد حفوز وسيدي علي بن عون والرقاب والمكناسي، بعد أن شهدت هدوءا نسبيا في اليومين الأخيرين، مضيفة أن الشرطة أطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين في بعض هذه المدن.
ونظم محامون بمحافظة القصرين وقفة احتجاجية تضامنا مع سكان محافظة سيدي بوزيد.
ويعتبر تشغيل حاملي الشهادات العليا من أكبر التحديات التي تؤرق الحكومة التونسية التي تسعى لتوفير المزيد من فرص العمل في بلد تصل فيه معدلات البطالة الي 14 بالمائة وفقا للأرقام الرسمية.
وشهدت منطقة الجنوب الغربي في تونس في السنوات الأخيرة احتجاجات اجتماعية، ففي عام 2008 شهدت مدينة الرديف من محافظة قفصة تحركات احتجاجية كبيرة استمرت أشهرا ضد البطالة وغلاء المعيشة وتعثر التنمية بالمنطقة المعروفة باسم "الحوض المنجمي" لغناها بالفوسفات، وامتدت إلى مدينة أم العرائس المجاورة وفريانة من ولاية القصرين.
بدورها، قللت الحكومة التونسية من شأن الاشتباكات الجارية في سيدي بوزيد واتهمت خصومها السياسيين باستغلال الحادث لأغراض سياسية والإثارة.
ووصف وزير الداخلية التونسي رفيق بلحاج قاسم ما حدث في سيدي بوزيد بالحادثة العادية والمعزولة، معبرا عن أسفه لقيام الشاب بحرق نفسه.
وأعرب في أول تصريح حكومي بعد نحو أربعة أيام من اندلاع تلك الاحتجاجات عن استغرابه مما قال إنه "تشكيك" في مسيرة التنمية في المنطقة، متهما أطرافا وصفها بالمعروفة بـ"الاستغلال السياسي" للحادث.
لكن الأمين الأول لحركة التجديد في تونس أحمد إبراهيم رفض تلك الاتهامات مؤكدا أن القوى السياسية المعارضة ترفض ما أسماه "الاستخفاف بالمواطنين واختزال تلك الاحتجاجات في اعتبارها توظيفا سياسيا


تاريخ الاضافة: 23/12/2010
طباعة