موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || القرضاوي: أدعو إلى المزج بين السلفية والصوفية
اسم الخبر : القرضاوي: أدعو إلى المزج بين السلفية والصوفية


دعا الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" إلى ما أسماه بـ "تسليف الصوفية وتصويف السلفية"، وذلك بأن "يأخذ المتصوف من انضباط السلفية في عدم الأخذ بالأحاديث الموضوعة وعدم الأخذ بالشركيات والقبوريات"، ونريد من السلفي أن يأخذ من الصوفية الرقة والروحانية وخشوع القلب ونعمل من هذا المزيج المسلم المطلوب".
وقال القرضاوي إنه يدعو إلى ذلك تأسيًا بشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم، اللذين وصفهما بأنهما "من كبار المتصوفين إلا أنهما رفضا من التصوف ما لا يليق وأخذا منه ما يليق"، نافيًا في مقابلة نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" الأربعاء أن يكون موقفًا معاديًا للسلفية، قائلا "لا أقف من السلفية موقف عداء، وإنما هو موقف نقدي في بعضه، وأدعو الجميع دائمًا إلى الوسطية".
واعترف القرضاوي بتنامي التيار السلفي على الساحة حتى امتد إلى داخل جماعة "الإخوان المسلمين" نفسها، لكنه يصور ذلك على أنه يتسق مع المبادئ التي أسس عليها حسن البنا الجماعة والتي من بينها أنها "دعوة سلفية بمناداتها الرجوع إلى الكتاب والسنة".
ورأى القرضاوي- الذي قال إنه عرض عليه منصب المرشد للإخوان لكنه رفض- أن "ميزة "الإخوان" في شمولها وتوازنها بحيث لا تبالغ في تيار على حساب آخر، فعلى سبيل المثال قد يغلب عليها حينا التيار السلفي الذي يتشدد في أمور منها قضية تأويل صفات الله، وكلام السلفيين مع الأشاعرة، والماتوريدية وغيرهم، فيدخل السلفيون على الساحة وتصبح هذه القضايا وغيرها مدار نقاش كبير وجدل وعراك، أمر موجود بالأخص في دول الخليج، حيث تأثر تيار "الإخوان" بالآخر السلفي".
وقال إن "السلفية التقليدية أصبحت مدارس، ولم تعد واحدة، فهناك سلفية اقتربت من "الإخوان"، فبات هناك من يقول للسلفيين: أصبحت تتحدث كما القرضاوي، فهناك من السلفيين من اقتربوا من منهج الوسطية الذي يقوم على الجمع ما بين المتقابلات والجمع ما بين العقل والنقل، وبين الروح والمادة ويؤول أحيانا ويمتنع أحيانا أخرى، ويمزج بين الفكر والحركة، والدين والسياسة".
وكان من أبرز مظاهر التغيير - بحسبه - خوض المعارك السياسية، بعد أن عابوا الأمر زمنا طويلا على جماعة "الإخوان"، وتابع "لا يمكن أن نغفل تطور السلفيين، فسابقا لم يكونوا يتحدثون في الشئون السياسية، إلا أنهم حاليا باتوا يشاركون في المعارك السياسية، وخوض الانتخابات، بعد أن عابوا الأمر زمنا طويلا على حركة "الإخوان"، كما تطوروا في قضايا فقهية متعددة مثل "التصوير" الذي عد من الجرائم الكبرى، وأصبح في الوقت الراهن من المباح".
وبين القرضاوي أن الواقع فرض على السلفيين التغيير عقب احتكاكهم بالعالم الخارجي وبشعوب مختلفة، "لا شك أن الواقع فرض عليهم التغيير، بما في ذلك احتكاكهم بالعالم وخروجهم إلى بلاد الدنيا، بعد أن كان منهم عدد كبير لم يذهب مطلقا خارج بلاده، الأمر الذي تسبب في عدم تغيير تفكيرهم، ولكن حينما يخرج السلفي ويحتك بالشعوب المختلفة قطعا سيراجع نفسه، كما أن هناك من اتسعت قراءاته واطلع على كتب لم يتوقع الاطلاع عليها في وقت من الأوقات، فالإنسان ليس حجرا، وهناك مؤثرات عدة لا بد أن تلقي بظلالها على الفرد".
وأكد القرضاوي خلال المقابلة التي جرت أثناء وجوده بالسعودية، إنه يحتفظ بعلاقات صداقة مع عدد من كبار العلماء المملكة، ومن بينهم الشيخ صالح بن حميد، خطيب المسجد الحرام ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، بالإضافة إلى الدكتور محمد العقلا، مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والشيخ عبد الله بن منيع.
كما قال إن هناك علاقة "مودة كبيرة" تربطه بالشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية، "التقيت به عند بداية تعيينه مفتيا عاما للسعودية، وقال لي إنه من قراء كتبي، من بينها "حتمية الحل الإسلامي" و"الحلول المستوردة"، بالإضافة إلى كتب لي في الفكر السياسي، وكما وربطتني بالشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله – مودة عظيمة"، فيما وصف الشيخ سلمان العودة بأنه "من أقرب أحبائي، ويعتبرونه على منهج القرضاوي".
وحول قضية الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، قال القرضاوي "ذكرت كثيرا أنه في سبيل تحقيق التقارب الفعال ما بين الطائفتين يجب الامتناع عن نشر المذهب في مجتمعات المذهب الآخر، وغضب لذلك مني أبناء الطائفة الشيعية، وخصوصا عقب مطالبتي علماء السنة بتحصين أهل السنة بأي ثقافة وقائية من هذا الغزو، حيث إن الطائفة الشيعية مدربة على التبشير للمذهب ورصد أموال كبيرة لذلك، كما أن لديهم دولة إرشادية من خلفهم".
وفسر مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للشيعة مراسم إحياء ذكرى عاشوراء بأنه ذو بعد سياسي؛ "فهناك في إسطنبول من يعرفون بالعلويين، فربما هم من احتفلوا بيوم عاشوراء، وحضور طيب أردوغان أتى حتما من بعد سياسي، خصوصا أنه عرف عنه الحنكة والدبلوماسية، ومحاولة منه لكسب كافة الأطراف التركية، وخصوصا تأليف قلوب العلويين؛ كما فعل أيضا مع الأكراد".

تاريخ الاضافة: 23/12/2010
طباعة