أمهلت تركيا الكيان الصهيونى حتى إعلان تقرير الأمم المتحدة بشأن أسطول الحرية لتقديم الإعتذار عن الجريمة التى ارتكبها الجيش الصهيونى والتى أدت إلى تسعة متضامنين أتراك وإصابة آخرين.

وقال أحمد أوغلو وزير الخارجية التركى "اليوم الذي سيُعلن فيه تقرير الأمم المتحدة بشأن مافي مرمرة هو اليوم الأخير بالنسبة لنا، إذا لم يقدم الاعتذار حتى ذلك التاريخ فسننفذ خطة بديلة" حسبما ذكرت بوابة العرب اليوم.

وكان من المقرر أن يعلن تقرير لجنة بالمر التابعة للأمم المتحدة بشأن الاعتداء الصهيونى على سفينة مافي مرمرة فى مايو الماضى إلا أنه تم تاجيله بطلب من الأطراف المعنية, إلا أن وزير الوزراء الصهيونى قد طلب تأجيل الإعلان عن التقرير ستة أشهر أخرى.

لكن وزير الخارجية التركى رفض هذا الطلب وقال فى تصريحات لصحيفة زمان التركية يوم الخميس "من غير الممكن أن نقبل تأجيل إعلان التقرير لمدة ستة أشهر. موقف تركيا واضح جدًّا بهذا الصدد لقد حددت تركيا موقفًا مبدئيًّا وستفي بما يقتضيه. ستطبق تركيا بعض العقوبات التي تعرفها "إسرائيل" والأطراف الدولية الأخرى"، وأضاف أوغلو أن "هذا الموعد لصدور التقرير هو الموعد الأخير بالنسبة لنا، وسنضع الخطة (ب) موضع التنفيذ اذا لم نجد اعتذارا إسرائيليا".

وكانت صحيفة "خبر تورك" قد ذكرت أن أنقرة أعدت خطة من سبع مراحل لتضعها في حيز التنفيذ ضد الكيان الصهيونى بعد أن أعلن رئيس الوزراء الصهيونى إصرار بلاده على رفض الاعتذار لتركيا.

وتتضمن الخطة سحب "تولكا اونجو" القائم بالأعمال التركي لدى "إسرائيل" الذي يمثل تركيا حاليا بدلا من درجة سفير، كما سترفض أنقرة تعيين سفير صهيونى جديد يحل محل السفير الحالى في أنقرة الذي تنتهي فترة عمله خلال سبتمبر الجارى، بالإضافة إلى زيارة أردوجان إلى قطاع غزة، كما سترفع عوائل ضحايا سفينة مرمرة الزرقاء قضية ضد الجنود ومسئولي الحكومة "الصهيونية" وستقدم وزارة الخارجية التركية مختلف أنواع الدعم القانوني للعوائل المتضررة من الهجوم "الإسرائيلي" البحري بهدف إضعاف "إسرائيل" معنويا وماديا.

وتتضمن الخطة أيضا قيام تركيا بالدعم المطلق لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة والعمل على عزل الكيان الصهيونى فى المحافل الدولية، كما ستقلص أنقرة تماما كافة أنواع التعاون مع الكيان الصهيونى في مجال التصنيع العسكري وعدم الاشتراك معه بأي مشروع عسكري، إضافة إلى عدم توجيه الدعوة السنوية "لإسرائيل" للاشتراك في مناورتي "نسر الأناضول" و"عروس البحر"، كما ستقلص تركيا تماما علاقاتها الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية مع الكيان الصهيونى.

ونقلت صحيفة زمان التركية أن مسئولا تركيا رفيع المستوى ذكر أن الكيان الصهيونى وتركيا كانا فى طريقهما لحل هذه القضية التى عكرت صفو العلاقات بين الطرفين لمدة تزيد على العام، لكن الكيان الصهيونى تراجع فى اللحظة الأخيرة، بسبب خلاف بين الائتلاف الحاكم بشأن هذه القضية.
نتنياهو مصمم على عدم الاعتذار:

هذا بينما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية اليوم عن المسئولين قولهم إن نتنياهو لديه تصميم على عدم الاعتذار لتركيا عن الحادث، مؤكدين أن الكيان الصهيونى أبلغ واشنطن بعدم وجود نية لدى تل أبيب للإقدام على تلك الخطوة.

وذكرت "بوابة الأهرام" أن أحد المسؤولين الصهاينة أكد أن الحكومة الصهيونية ترى أنه من غير الممكن إعادة الأمور لطبيعتها تحت ضغط الإنذارات التركية.

يأتى هذا بينما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الأمم المتحدة أعلنت اليوم أنها ستعلن غدا الجمعة الموعد النهائي لتسلم تقرير لجنة التحقيق حول أحداث قافلة سفن الحرية التركية.

وكانت قوات البحرية الصهيونية قد قامت فى فجر الأول من يونيو 2010 باقتحام سفن أسطول الحرية والإعتداء على المتضامنين الأجانب الذين جاؤوا لإيصال المساعدات للعشب الفلسطينى وإعلان التضامن معه وقد قتل تسعة أتراك وأصيب عدد آخر طالبت على إثره تركيا الكيان الصهيونى بالإعتذار عن تلك الجريمة.