اعتبر محللون أن السقوط المتوقع لمعمر القذافي سيعطي دفعة كبيرة لإستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما المثيرة للجدل والمنهجية في ليبيا، وذلك على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي توجه إلى البيت الأبيض.
وقال المحللون: "على الرغم من أن نهاية حكم القذافي قد تقلل الانتقادات التي تسخر من الرئيس الأمريكي وتتهمه باعتماد مقاربة "القيادة من الوراء" التي تعتمد على تحريك الثورات العربية في السر، إلا أنها قد تمنح السياسة الأمريكية نوعا من الانفراج العابر في ظل الهاجس الاقتصادي للأمريكيين".
ويتوقع المحللون أن يكون هناك مأزق جديد يواجه واشنطن يتمثل في أسلوب تعاطي الإدارة الأمريكية وحلفاء أمريكا مع دولة ليبيا في المرحلة المقبلة، لاسيما وأن القذافي يترك خلفه دولة منهارة المؤسسات.
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين إنه يرفض أداء اوباما في النزاع الليبي حيث أبدى الرئيس الأمريكي ترددًا في خوض المعركة وأطال أمد الصراع من خلال تخليه عن قيادة العمليات العسكرية الجوية لحلفاء الولايات المتحدة.
ويبرر مستشارو أوباما ذلك بالقول إن استخدام حلف شمال الأطلسي لحماية المدنيين الليبيين وإعطاء الفصائل المختلفة المنضوية تحت لواء الثوار الوقت للتكتل، وهو ما سمح لليبيين بتحرير أنفسهم وأبعد أي شبهة في تدخل غربي.
وقال نائب المستشار للأمن القومي بن رودس: "منحنا المعارضة الليبية وقتًا لتنظيم صفوفها وبذلك وبشكل أساسي، كانوا هم الذين اسقطوا نظام القذافي".
ويرى المحللون أن أوباما قد يتباهى بأنه ساهم في فعل ما عجز أي رئيس جمهورية قبله عن إنجازه وهو القضاء على تهديد القذافي وأسامة بن لادن المتهمين بالمسئولية عن مقتل آلاف الأمريكيين.
وحول هذه النقطة قال مسئول أمريكي رفيع المستوى: "التأثير الأكبر سيكون على تقييم قيادة الرئيس على مستوى الأمن القومي".
وأضاف: "أعتقد أن ما تحقق سيعطي دفعة قوية للرئيس"، في إشارة إلى الحملة الانتخابية لانتخابات عام 2012 الرئاسية التي تواجه تحديًا بسبب ترنح الاقتصاد الأمريكي.