موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الثوار يتوقعون معركةً عنيفةً في باب العزيزية
اسم الخبر : الثوار يتوقعون معركةً عنيفةً في باب العزيزية


 يمثل باب "العزيزية" مقر إقامة معمر القذافي، آخر المعاقل التي يحتفظ بها العقيد الليبي بعد سيطرة الثوار على القسم الأكبر من العاصمة، وأوشك نظامه على السقوط بعد ستة أشهر من اندلاع الانتفاضة ضده لإسقاطه عن السلطة التي وصلها عبر انقلاب عسكري قبل 41 عامًا.
وتوقع الثوار الذين أكدوا سيطرتهم على معظم مناطق طرابلس موقعةً ضاريةً للاستيلاء على باب العزيزية الذي ظهر فيه نجله سيف الإسلام، معلنًا أن العاصمة ما زالت تحت سيطرة نظام والده، فيما يعتبر رئيس المجلس الوطني الانتقالي "مصطفى عبد الجليل" لحظة النصر الحقيقية هي القبض على العقيد الليبي، مضيفًا أن الثوار يجهلون مكان وجوده.
وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي "عبد الحافظ غوقة" لفضائية "الجزيرة": إن "معركة الاستيلاء على مجمع القذافي في باب العزيزية في طرابلس ستكون ضاريةً"، مشددًا على أن من بداخل المجمع لا مهرب لهم.
وأضاف أن الثوار يقيمون نقاط تفتيش على مداخل طرابلس، وبالتالي سيكون من الصعب على العقيد القذافي أو ابنه محمد الهروب من المدينة.
وكان مجمع القذافي الضخم الذي يضم ثكنات عسكرية هدفًا لغارات جوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في الأسابيع الأخيرة، لكن المعارضة قالت الاثنين: إنه ما زال محميًّا باستخدام الدبابات والقناصة.
ووصف مراسل الفضائية القطرية مساء الاثنين الوضع في طرابلس بأنه يبدو هادئًا بشكل عام، لكن إطلاق النار يسمع بين الحين والآخر وعدد الناس قليل في الشوارع.
تعزيزات من مصراتة
وواصل الثوار إرسال تعزيزات عبر البحر إلى طرابلس. وجاء في بيان للمركز الصحافي التابع للمجلس العسكري في "مصراتة" أن عددًا من السفن وصل إلى العاصمة طرابلس من "مصراتة" وعلى متنها عدد كبير من المقاتلين والذخائر.
وأكد البيان وصول 500 مقاتل من "مصراتة" برًّا إلى طرابلس، مضيفًا أنه خلال الهجوم الذي شنه الثوار على العاصمة الأحد الماضي انتقل نحو 200 عنصر من "مصراتة" إلى طرابلس عن طريق البحر للمشاركة في المعارك.
وأشار إلى أن ثوار "مصراتة" أرسلوا أيضًا عبر الطريق البرية على طول الشاطئ أكثر من 40 آليةً محملةً بالمقاتلين والأسلحة وخصوصًا رشاشات ثقيلة وذخائر لدعم الشعب في طرابلس.
وقال المصدر أيضًا: إن "بعض هذه الآليات تعرض لإطلاق النار على الطريق من قبل كتائب القذافي، وإن ثلاثة ثوار في القافلة قتلوا". وأضاف البيان أن "ثوار مصراتة يقاتلون في طرابلس في أحياء تاجوراء وسوق الجمعة وفشلوم".
وأوضح أن الثوار واصلوا تقدمهم برًّا إلى طرابلس حتى مدينة "القموعة" حيث انضموا إلى ثوار محليين. وأكد البيان أن الثوار "عازمون على مواصلة تقدمهم حتى العاصمة". وأكد أنهم واصلوا تقدمهم نحو جنوب "مصراتة" باتجاه مدينة "سرت"، مسقط رأس العقيد القذافي.
وأشار البيان إلى أن عناصر الاستطلاع تقدموا حتى منطقة "أبو قرين" التي تبعد مائة كلم جنوب مصراتة، حيث تعرضوا لإطلاق نار من كتائب القذافي ولكن لم يسقط ضحايا في صفوفهم.
إطلاق صواريخ "سكود"
وعلى جبهة "مصراتة"، أعلن حلف شمال الأطلسي أن القوات الموالية للقذافي أطلقت ثلاثة صواريخ "سكود" مساء الاثنين من منطقة "سرت" صوب مدينة "مصراتة".
وقال: إن أنباء أولية تظهر أن الصواريخ سقطت على الأرجح في البحر أو على الساحل وإن الحلف لا علم له بأية خسائر بشرية أو أضرار. وأضاف مسئول بـ "الناتو": "إننا نؤكد الأنباء المتصلة بإطلاق ثلاثة صورايخ (أرض/ أرض) مساء الاثنين".
وأعلن الثوار الليبيون في "مصراتة" أنهم اعترضوا أمس قافلةً عسكريةً تابعةً لكتائب القذافي قادمةً من مدينة "سرت"، مسقط رأس القذافي ومعقل نظامه.
وأوضح بيان للثوار أن "القافلة كانت مؤلفةً من ثلاث حافلات وعدد من السيارات الرباعية الدفع تنقل مرتزقةً وجنودًا وكانت تعبر طريق "سدادا بن وليد" ومنها إلى طرابلس".
وذكر أن "عملية الاعتراض جرت بالقرب من "سدادا" على الجبهة الجنوبية لمصراتة"، موضحًا أن "إحدى الحافلات دمرت بالكامل وباقي سيارات القافلة عادت أدراجها إلى سرت".
أوباما يطالب بإلقاء السلاح
في الأثناء، دعا الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الاثنين القذافي إلى وقف إراقة الدماء بليبيا حيث لا تزال جيوب القوات الموالية له تواصل القتال.
وقال "أوباما": "رغم إنه من الواضح أن حكم القذافي انتهى إلا أنه لا تزال أمامه فرصة لوقف إراقة الدماء من خلال التخلي بشكل واضح عن السلطة للشعب الليبي ومطالبته لتلك القوات التي تواصل القتال بإلقاء أسلحتها".
يأتي ذلك مع استمرار بعض القوى الموالية في القتال بشراسة، في الوقت الذي يبحث فيه مقاتلو المعارضة عن القذافي في طرابلس. وقال "أوباما" في بيان من المزرعة حيث يقضي مع أسرته عطلة: "الأمر لم ينته بعد".
ووعد "أوباما" بأن تكون الولايات المتحدة صديقًا وشريكًا للمساعدة في إرساء الديمقراطية في ليبيا في فترة ما بعد القذافي، لكنه حذر أيضًا المعارضة الليبية من القيام بأية أعمال انتقامية عن العقود الأربعة التي ظلت فيها ليبيا تحت حكم القذافي.


تاريخ الاضافة: 23/08/2011
طباعة