موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || "التعاون الإسلامي" تقدم 350 مليون دولار للصومال
اسم الخبر : "التعاون الإسلامي" تقدم 350 مليون دولار للصومال


تعهد أعضاء منظمة "التعاون الإسلامي" الأربعاء في اجتماع طارئ بإسطنبول تقديم 350 مليون دولار للصومال الذي تتفشى فيه المجاعة، نتيجة تعرض منطقة شرق إفريقيا لموجة جفاف دفعت المنظمات الدولية إلى دق ناقوس الخطر حول الوضع الإنساني في هذا البلد الذي مزقته الحرب الأهلية على مدار عقدين.
وقال الأمين العام للمنظمة التركي "أكمل الدين إحسان اوغلو" في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع: "أعلنا أننا نرغب في جمع 500 مليون (دولار). نحن نتعهد أن نقدم هبة بقيمة 350 مليونًا اليوم". وتتضمن هذه الهبات مبلغ 150 مليون دولار كانت تركيا قد جمعته لتقديم المساعدة إلى ضحايا التصحر في الصومال.
ووعدت أيضًا إيران والسعودية والسودان والجابون وقطر والبحرين والجزائر ومصر وكازاخستان وماليزيا والسنغال بتقديم مساهمات، بحسب ما جاء في مشروع البيان الختامي للاجتماع.
وكانت الأمم المتحدة قد طالبت بتوفير مليار دولار لتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية للصومال، لكن الأسرة الدولية لم تتعهد إلا بتقديم نصف هذا المبلغ، كما أعلن رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" خلال افتتاح الاجتماع.
واتفقت الدول الأعضاء الـ 57 في منظمة "التعاون الإسلامي" على وسائل لزيادة جمع الأموال لصالح الدول التي ضربتها المجاعة في القرن الإفريقي وخصوصًا الصومال. وتعهدت الدول أيضًا المساهمة في تمويل صندوق أنشئ برعاية أمانة منظمة "التعاون الإسلامي" بحسب وزير الخارجية التركي "أحمد داود اوغلو".
وأوضح "أوغلو" أن كازاخستان وتركيا والسعودية والسنغال ومنظمة "التعاون الإسلامي" شكلت مجموعةً خاصةً مكلفةً بمتابعة الوضع في الصومال وتنسيق حملات المساعدات، وأضاف: "قررنا تنظيم حملات مساعدة في كل الدول الإسلامية".
وأشار أيضًا إلى أن العالم الإسلامي "سيقوم بعمل نشط" في البحث عن حل للتوترات الداخلية في الصومال، ولفت إلى أن تركيا ستعيد فتح سفارتها في "مقديشو" التي أغلقتها العام 1991 لأسباب أمنية.
من ناحيتها، اقترحت كازاخستان التي تتولى الرئاسة الدورية لمنظمة "التعاون الإسلامي" وضع آلية أمنية غذائية للحيلولة دون حصول مجاعات جديدة بالقرن الإفريقي، كما قال وزير خارجيتها "ارزهان كزيخانوف".
ومن المقرر أن يتوجه "أردوغان" الذي دعا في مستهل الاجتماع العالم الإسلامي إلى "مد يد إنسانية" إلى الصومال مساء الخميس إلى "مقديشو" على أن يصل إليها الجمعة مع زوجته وابنته لزيارة بعض مخيمات اللاجئين في العاصمة الصومالية.
وسيرافق رئيس الوزراء التركي في زيارته وزير خارجيته الذي سيصطحب معه أسرته أيضًا. وسيشارك الرجلان في توزيع المساعدات الإنسانية التركية.
وعلى هامش الاجتماع أجرى الرئيس التركي "عبد الله جول" محادثات مع رئيس الحكومة الصومالية الانتقالية "شريف شيخ أحمد" وقال "جول" في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول: "آمل أن تخفف القرارات التي ستتخذ معاناة الضحايا".
وفي "نيروبي" قال وزير التنمية الدولية البريطاني "اندرو ميتشل" بعد عودته من "مقديشو": إن وضع المناطق الصومالية التي تشهد مجاعة سيتدهور بسرعة في حال عدم القيام بعمل عاجل للمساعدة.
وأضاف في بيان: "الواقع أن الوضع في جنوب الصومال يتدهور يوميًّا" موضحًا أن حوالى 400 ألف طفل قد يموتون جوعًا في حال عدم القيام بعمل طارئ. وأعلن مساعدة بريطانية بقيمة 41 مليون دولار.
ويضرب الجفاف أكثر من عشرة ملايين شخص في منطقة القرن الإفريقي، في أسوأ موجة منذ عقود بحسب الأمم المتحدة. ويضرب الجفاف أيضًا كلاًّ من جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا.
ونصف عدد سكان الصومال الذين يقدر عددهم بعشرة ملايين نسمة في حاجة إلى العون بسبب تضررهم من العنف المستمر في البلاد والجفاف، ما حدا بالأمم المتحدة لإعلان خطر مجاعة في أول مرة هذا القرن.
وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي: إن المجاعة تضرب أكثر من 300 ألف شخص في منطقتين بجنوب الصومال تسيطر عليهما حركة "الشباب المجاهدين"، نتيجة تأثرهما بالجفاف، فيما وصفتها بأنها "أسوأ أزمة غذائية في إفريقيا" منذ عشرين عامًا.

تاريخ الاضافة: 18/08/2011
طباعة