موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مسئولون: فشل الإستراتيجية الأمريكية بشرق أفغانستان
اسم الخبر : مسئولون: فشل الإستراتيجية الأمريكية بشرق أفغانستان


تشكل مناطق شرق أفغانستان باعتراف مسئولين أفغان نموذجًا لمأزق الإستراتيجية الأمريكية في هذا البلد، بعد أن اضطرت القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) هناك إلى إخلاء عدة قواعد عسكرية منها.
يأتي ذلك في ضوء انسحاب قوات الاحتلال من مديريات كامديش ووانت ووايجل وأرنس وبيلا في ولاية نورستان، وكورُنجل وترالا بولاية كونر، في وقت يتم فيه التركيز بشكل كبير على مناطق الجنوب الأفغاني لقياس مدى التقدم في الإستراتيجية الأمريكية، خاصة ولايتيْ قندهار وهلمند.
وقال المتحدث باسم حاكم ولاية كونر محمد إدريس غروال، إن الجماعات المسلحة وعلى رأسها حركة "طالبان"، و"الحزب الإسلامي" بزعامة قلب الدين حكمتيار اكتسبت زخمًا كبيرًا بسبب انتشار مشاعر خيبة الأمل بين المواطنين الأفغان.
وأضاف أنه "بعد الإطاحة بنظام طالبان ساد اعتقاد بأن السلطات الأفغانية الجديدة سوف تأخذ بزمام الأمور، لكن ما لبث المواطنون الأفغان أن اكتشفوا أن الأمر كله بأيدي القوات الأجنبية"، كما أكد في تصريح لموقع فضائية "الجزيرة" على الإنترنت.
وأشار غروال إلى أن تلك القوات تتصرف خلافا للأعراف والتقاليد والمشاعر الدينية الأفغانية، إضافة إلى أن من تسلم الأمر في الحكومة الأفغانية والسلطات المحلية هم من عرفوا بزعماء "المافيا" وقطاع الطرق والفاسدين، الأمر الذي أدى إلى ردة فعل شعبية، وهي في تصاعد مستمر.
وحذر من استمرار السياسة الحالية للقوات الأجنبية والحكومة الأفغانية، والتي عزا إليها المسئولية عن التدهور الأمني.
ويقول التقرير إن هذه السياسة ربما كانت السبب الرئيس الذي دفع محمد رحمن دانش حاكم مديرية "دره بيتش" بولاية كونر إلى تقديم استقالته، وقد شغل منصب الحاكم لعدة مديريات بولاية كونر.
ولم يخف دانش قلقه من مستقبل الوضع في شرق أفغانستان، إذ أعرب عن اعتقاده أن الجماعات المسلحة تسيطر على ما يزيد على 90% من المناطق في ولاية كونر.
وأعرب غروال عن اعتقاده بأن الأمريكيين لن يغيروا إستراتيجيتهم، وحتى إذا خرجت القوات الأجنبية من أفغانستان فإن ذلك من شأنه أن يشعر الشعب الأفغاني بنشوة الانتصار، كما حدث مع القوات السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي.
وبحسب التقرير، فإنه يبدو واضحا في نظر كثيرين في شرق أفغانستان إخفاق الحكومة الأفغانية -ومن ورائها الإستراتيجية الأمريكية- في استقطاب أي من الجماعات الكثيرة المناهضة للوجود العسكري الأجنبي في شرق البلاد.
وقال دانش إن الأجواء العامة وفرت بيئة خصبة لقطاع الطرق والمجرمين الذين استغلوها بشكل كبير، محذرا من أنه "إذا استمر الحال على ما هو عليه فلا شك أن مستقبل أفغانستان مظلم".
وقد يكمن سبب الإخفاق في عدم وجود ضمانات أمنية كافية للقيادات المعارضة التي ترغب في الحوار مع الحكومة، حيث تعرضت شخصيات كثيرة للتحقيق والإهانة بعد تخليها عن السلاح.
ويقول التقرير إن غياب دور مستقبلي لهذه القيادات التي تتمتع بنفوذ واسع في منظماتها حاليا، وشعور متنفذين في الحكومة بأن منح هذه القيادات دورا جديدا يهدد نفوذهم داخل السلطة الأفغانية، يضاف إلى المطالب السياسية التي لا تجد تجاوبا واضحا من قبل القوات الأجنبية أو الحكومة الأفغانية.

تاريخ الاضافة: 19/12/2010
طباعة