موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مخاوف من امتداد اضطرابات بريطانيا لدول أوروبية
اسم الخبر : مخاوف من امتداد اضطرابات بريطانيا لدول أوروبية


أعربت بعض الدول الأوروبية عن خشيتها من انتقال عدوى الاضطرابات التي تشهدها لندن حاليا وبعض المدن البريطانية، إليها، خاصة تلك التي تقطنها أغلبية فقيرة أو من أصول مهاجرة.
وفي هذا الصدد، أكد فيليب مورو،عمدة بلدية مولنبيك، وهي بلدية تقطنها غالبية مهاجرة في العاصمة البلجيكية بروكسل، أن اختلاف الوضع الإجتماعي في بروكسل عنه في لندن لاينفي وجود مشاكل مشتركة يعاني منها السكان هنا وهناك.

وأضاف مورو، وهو ينتمي إلى التيار الاشتراكي في البلاد، في تصريحات نقلته وكالة "آكي" الإيطالية اليوم الأربعاء أن طريقة تعبير الشباب في بريطانيا عن عدم ارتياحهم يُخشى أن تجد صداها في أماكن أخرى، وقال: "لست متفائلاً بالوضع في بروكسل ، خاصة على المدى البعيد".
ولم يستبعد المسؤول البلجيكي أن يكون للربيع العربي وما يحدث في بلدان شمال أفريقيا، وهي بلدان المنشأ لأغلبية سكان المناطق الفقيرة في بروكسل تحديداً، تأثيره الهام على تطور الأوضاع في المدينة.
وفي السياق ذاته، حذر النائب البلجيكي اليميني آلان ديستكس من أنه "قد ينتقل ما يحدث في لندن إلى بروكسل أيضاً بسبب تصاعد خطر الهجرة غير الشرعية وارتفاع معدلات البطالة".
ولكن مصادر الشرطة البلجيكية لم تلتف إلى مثل هذه التحذيرات، واصفة الأمر بـ" اللعبة السياسية " بين مختلف الأحزاب، والتي لم تتمكن إلى الآن من التوافق بشان تشكيل حكومة فيدرالية جديدة منذ انتخابات يونيو من العام الماضي.
ومن جانبها، أكدت وزيرة الداخلية البلجيكية أنيمي تيربلبوم، أنها تراقب الوضع في لندن، مشيرة إلى عدم الحاجة إلى تكثيف وجود الشرطة وقوات حفظ النظام في بروكسل، وقالت: "لندع الجميع يقومون بعملهم في كل مكان بالشكل المناسب".
أحداث شغب وأعمال سلب:
وقد شهدت الليلة قبل الماضية وفجر أمس أحداث شغب وأعمال سلب ونهب، وأحرقت مبان ومتاجر كبرى في أحياء مثل بيكام وكرويدون في الجنوب وإيلينغ في الغرب وهاكني في الشرق. واقتحم شباب يرتدون ملابس ذات أغطية للرأس ويضعون أقنعة، المراكز التجارية الكبرى ونهبوا كل ما تطاله أيديهم.
وجرى تطويق منطقة هاكني شرقي لندن بعدما حطم عدد من الشباب -مسلحين بمضارب البيسبول- نوافذ المتاجر، كما أضرمت النار في بعض العربات في حي لويشام، وتعرضت حافلة ومحل تجاري في بيكام إلى إشعال النار أيضا.
وانتشرت أعمال الشغب في منطقة كرويدون جنوبي العاصمة حيث أشعلت النار في مبنى تجاري ضخم.
كما أضرمت النيران في متجر للتجهيزات الرياضية في حي بريكستون جنوبي لندن، بينما تعرضت المحلات المجاورة له للسرقة، وتواردت أنباء عن اندلاع اضطرابات في مناطق إنفيلد ووالتهامستو وأجزاء أخرى من العاصمة البريطانية.
وجابت دوريات الشرطة الشوارع، ومع استمرار التوتر تبحث الشرطة حاليا استخدام الأعيرة البلاستيكية ضد مثيري الشغب في العاصمة للمرة الأولى من نوعها.
وقد أحجمت الشرطة في لندن عن استخدام أسلحة نارية أو أسلحة للتحكم في مثيري الشغب واحتوائهم على مدار الأيام الأربعة الماضية، لكنها توصلت إلى ضرورة استخدام إجراءات أشد قسوة لإخماد المظاهرات.
واقترح عضو البرلمان ديفد لامي تعليق خدمة "الماسنجر" على هواتف "بلاك بيري" التي يستخدمها المتظاهرون لتنظيم مظاهراتهم.
خراطيم المياه!
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الاربعاء ان اعمال الشغب "كانت تتطلب ردا والرد جار"، معلنا وضع خراطيم مياه بتصرف الشرطة للمرة الاولى في انكلترا.
وقال كاميرون في مقر رئاسة الوزراء في لندن ان خراطيم المياه التي كانت مخصصة حتى الان للاضطرابات في ايرلندا الشمالية التي تشهد اعمال عنف سياسية طائفية بصورة متكررة، ستكون متوافرة في غضون اربع وعشرين ساعة إذا دعت الحاجة.
وقد نشر نحو 60% من إجمالي قوة الشرطة بالمملكة المتحدة في لندن، وهو رقم قياسي حيث سينتشر قرابة 16 ألف شرطي في العاصمة على مدار الساعات الـ24 القادمة. وتم اعتقال مئات المتظاهرين الليلة قبل الماضية بعد أعمال عنف ونهب وتخريب في جميع أنحاء لندن.

تاريخ الاضافة: 10/08/2011
طباعة