موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || مصادر سورية تنفي وفاة وزير الدفاع المقال
اسم الخبر : مصادر سورية تنفي وفاة وزير الدفاع المقال


مفكرة الاسلام: نفت مصادر سورية أنباء تناقلتها مواقع إخبارية مختلفة على شبكة الإنترنت حول العثورعلى وزير الدفاع السوري السابق العماد علي حبيب ميتًا في منزله، بعد قليل من قرار إقالته.
وقالت هذه المصادر لموقع "روسيا اليوم" إن العماد حبيب خضع منذ نحو 20 يوماً لعملية جراحية لغدة البروستات، وأن الأطباء الذين قاموا بالعملية نصحوه بوجوب لزوم الفراش لفترة لا تقل عن شهرين مؤكدة أن حالته الصحية مستقرة الآن.
وكانت مواقع إخبارية أوردت أنباء نقلاً عن مصادر دبلوماسية أوروبية تفيد بأنه قد عثر على العماد علي حبيب مُتوفى في منزله.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر يوم أمس الاثنين مرسومًا بتعيين العماد أول داوود راجحة وزيرًا جديدًا للدفاع، بديلاً للعماد علي حبيب الذي شغل المنصب منذ العام 2009.
وربطت مصادر دبلوماسية غربية قرار الرئيس السوري بشار الأسد بتعيين العماد داود راجحة وزيرًا للدفاع  خلفًا للعماد علي حبيب بكون الأخير "كان من أشد المعارضين للقيام بحملة عسكرية في مدينة حماه" وسط سوريا، التي تعرضت لحصار مستمر منذ أسابيع وعمليات اقتحام من جانب الجيش السوري.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر الثلاثاء عن المصادر التي لم تسمها، أنه وحسب معلومات لديها: "العماد حبيب كان من أشد المعارضين للقيام بحملة عسكرية في مدينة حماه، وإن معارضته أجلت أكثر من مرة إقدام الجيش على هذه الخطوة".
ورجحت المصادر ذانها أن يكون سبب استبعاد العماد حبيب هو "الاختلاف حول إدارة الأزمة، وإنهاك الجيش عبر زجه في المدن، وضد الشعب، والذي أدى إلى انشقاقات صغيرة وكثيرة ومتتابعة في قطاعاته نتيجة مكوثه الطويل في المدن وعلى احتكاك دائم مع الأهالي".
وأرجع بعض المراقبين المتابعين للشأن السوري إقالة العماد حبيب إلى ما تردد مؤخرا حول وجود انقسام داخل بنية الطائفة العلوية الحاكمة. ويرون الأمر غير بعيد عن القنبلة التي فجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في مطلع أغسطس حول احتمال انقلاب العلويين على نظام الحكم ، خاصة وأن عائلة حبيب تعتبر أكبر من عائلة بشار الأسد داخل الطائفة العلوية.
وكانت الصحيفة قد كشفت في تقرير لها أن العلويين الذين يشكلون 12% فقط من تعداد سكان سوريا قد أيد معظمهم الأسد خوفا من أنه إذا أطيح به فإنهم سيُذبحون ولذا يجب على المعارضة أن تقنع العلويين بأنهم يمكن أن ينقلبوا بأمان على نظام الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر ليس بعيد الاحتمال كما يعتقد كثير من المراقبين ، قائلة :"مع تزايد أعداد القتلى بعد أن قتلت قوات الأمن نحو 1500 مدني منذ مارس لم يكن زعماء العلويين غافلين عن التقويض السريع لسلطة الحكومة السورية وعجزها عن استعادة السيطرة".
وأضافت "إذا اطمأن قادة العلويين البارزين إلى سلامتهم فإنهم قد يشرعون في سحب تأييدهم من أسرة الأسد ويجربون حظهم مع -أو على الأقل يساعدون ضمنا- المعارضة وإشارة منهم يمكن أن تقنع قادة الجيش العلويين المتنفذين بالانشقاق وأخذ ضباط آخرين معهم".
وتابعت الصحيفة الأمريكية: "العلويون كما هو معلوم سيطروا على سوريا منذ تولي حافظ الأسد السلطة عام 1970 ، لكن بخلاف أبيه لم يتمكن بشار أبدا من جعل الجهاز الأمني تحت سيطرته الكاملة منذ توليه السلطة عام 2000 ، وبدلا من ذلك حاول توسيع قاعدة النظام بالتقرب إلى السنة الذين يشكلون أغلبية السكان وتزوج امرأة سنية أسرتها من حمص -معقل الثورة الحالية- وشجع على بناء مساجد سنية ومدارس قرآنية".
واستطردت: "رغم أن الأسد الابن لم يغير الهيمنة الكاملة لقوات الأمن السورية بواسطة عشيرته العلوية ، إلا أنه ترك لأخيه ماهر الأسد مسئولية تنظيم قطاع الأمن بمعاونة أبناء عمومته وأخواله الذين يسيطرون على الشرطة السرية المنتشرة في كل مكان".
وتابعت "منذ منتصف مارس وبعدما استفحل قمع المتظاهرين ، تخلص الجيش من بعض الضباط والجنود بمن في ذلك كثير من الجنود السنة لتقليل احتمال حدوث تمرد ولعبت الفرقة الرابعة السيئة السمعة بقيادة ماهر الأسد دورا هاما في حملة فرض النظام ويدعمها في ذلك جماعة منظمة من الشبيحة الذين يشكلون مليشيا موازية في ثياب مدنية".
وبناء على ما سبق ، أكدت الصحيفة الأمريكية أن العلويين إجمالا -وليس الجيش- هم الذين بيدهم مفتاح التغيير والإسراع بإسقاط نظام الأسد ، لكنهم يحتاجون إلى ضمانات من المعارضة قبل تخليهم عن الأسد.
وفجرت في هذا الصدد مفاجأة سارة مفادها أن بعض الزعماء الدينيين العلويين حاولوا في يوليو الماضي التقرب إلى شخصيات دينية سنية بما في ذلك قادة الإخوان المسلمين للحصول على ضمانات بحماية أمنهم في حقبة ما بعد الأسد .
وأضافت الصحيفة: "ينبغي على المعارضة أن تقدم مثل هذه الوعود التي ستشجع العلويين جميعا على الانضمام إلى الثورة ، المسئولية تقع على عاتق الأغلبية السنية في تطمين العلويين والأقليات الأخرى مثل المسيحيين والدروز والشيعة الذين يعتقدون أنهم يحتاجون إلى حماية النظام بأنهم لن يتعرضوا لعمليات انتقامية ، والزعماء الدينيون والسياسيون من السنة يستطيعون إنقاذ سوريا من شيطانها الطائفي ".
واختتمت الصحيفة قائلة :"إن السوريين من كل الأطياف بدأوا يفهمون أن الجميع ضحية هذا النظام وأن المؤامرة الحقيقية هي التي تحيكها أسرة الأسد ويجب على قادة السنة أن يعملوا الآن لمنع الثورة من الانحدار إلى حرب أهلية بتطمين الأقليات بأنهم لن يواجهوا أعمالا انتقامية في سوريا الجديدة وهذا يمكن أن يدمج العلويين في صفوف المعارضة ويؤذن بنهاية النظام".
ويواجه نظام الأسد انتفاضة شعبية غير مسبوقة منذ ما يقرب من الخمسة أشهر، لكن النظام لا يقر بحجم الاحتجاج وما زال يتهم "جماعات مسلحة" بزرع الفوضى لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
وقد أدى استخدام القوة إلى سقوط أكثر من ألفي قتيل غالبيتهم من المدنيين منذ 15 مارس، بحسب منظمات حقوقية

تاريخ الاضافة: 09/08/2011
طباعة