موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || لليوم الثاني.. قصف عنيف لدير الزور واعتقال المئات بحماة
اسم الخبر : لليوم الثاني.. قصف عنيف لدير الزور واعتقال المئات بحماة


لليوم الثاني.. قصف عنيف لدير الزور واعتقال المئات بحماة
الاثنين 08 اغسطس 2011
 
مفكرة الاسلام: تعرضت مدينة دير الزور شرقي سوريا معقل القبائل السنية لقصف بالدبابات الاثنين لليوم الثاني على التوالي، بعد يوم من اقتحام الجيش السوري معزز بالدبابات والمدرعات المدينة، في إطار العملية العسكرية لقمع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد، في الوقت الذي تصاعدت فيه حملة الإدانة الدولية للنظام السوري.
ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد السكان ويدعى محمد عبر الهاتف، إن ضاحية الحويقة تتعرض لقصف عنيف من مركبات مدرعة وإن المستشفيات الخاصة مغلقة والناس يخشون نقل المصابين للمستشفيات الحكومية لأنها تعج بالشرطة السرية.
وقال إن 65 شخصا على الأقل قتلوا منذ اقتحمت دبابات ومركبات مدرعة المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومترا شمال شرق دمشق الأحد وسحقت حواجز وفتحت نيرانها. وجاء الهجوم على دير الزور المنتجة للنفط والمتاخمة للعراق بعد أسبوع من اقتحام دبابات مدينة حماة التي يقول ناشطون إن العشرات قتلوا فيها خلال حصار مستمر.
لكن الحكومة نفت وقوع الهجوم في دير الزور، وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن دير الزور لم تدخلها دبابة واحدة ووصفت التقارير عن وجود دبابات في المدينة بأنها من عمل قنوات تلفزيونية فضائية محرضة، بحسب تعبيرها.
وبحسب اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، فإن 50 شخصا قتلوا في دير الزور الأحد، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 13 شخصا آخرين لقوا حتفهم في هجوم منفصل قادته دبابات على قرية وسط سهل الحولة بالقرب من مدينة حمص. وقالت الناشطة سهير الاتاسي عضو الاتحاد إن أعداد القتلى والجرحى تتزايد ساعة بساعة.
وقال ناشط آخر، إن هجوم دير الزور قد يمثل نقطة التحول حيث سيواجه القمع بنتائج عكسية وسيبدأ الشعب في حمل السلاح ضد النظام، موضحا أن الأسد لا يمكنه قمع أمة بأكملها مثل سوريا وينتظر من الناس أن يقفوا مكتوفي الأيدي والآلاف يقتلون او يختفون.
وكانت السلطات في الماضي تسمح للقبائل بتسليح نفسها لتحقيق نوع من الثقل الموازن للسكان الأكراد في شمال شرقي البلاد. لكن العلاقات بين الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الأسد والمحافظات التي يغلب السنة على سكانها تدهورت بعد أن أدت سنوات من نقص المياه إلى تراجع الزراعة وموجات نزوح شملت ما يصل إلى مليون شخص.
وعلى مدار أشهر من الاحتجاجات في دير الزور، قال شهود وناشطون إن المحتجين مزقوا صورا لحسن نصر الله الأمين العام لـ "حزب الله" والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في إظهار للقلق السني إزاء سياسة الأسد المنحازة للاعبين شيعة.
في غضون ذلك، تواصلت العملية العسكرية في حماة التي سقط فيها عشرات القتلى، فيما يعيد إلى الأذهان مذبحة الثمانينات التي قام بها الرئيس الراحل حافظ الأسد وراج ضحيتها أكثر من 20 ألف سوري.
واتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض سلطات الأمن السورية باعتقال 1500 شخص الأحد في أحد أحياء مدينة حماه. وفي بيان نقلته وكالة "يونايتد برس انترناشونال" نسب المرصد إلى ناشط من سكان حي الجراجمة في حماه قوله، إن قوات الجيش والأمن التي اقتحمت الحي شنت حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت ما لا يقل عن 1500 شخص من سكان حي الجراجمة فقط.
من جهة ثانية قال المرصد إن دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت فجر اليوم مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب وقامت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات.
وتشهد سوريا منذ مارس تظاهرات تطالب بالإصلاح وإسقاط النظام سقط فيها أكثر من ألفي قتيل من المتظاهرين وعناصر الأمن، بحسب منظمات حقوقية، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المحتجين وقوات الأمن.
ومع تصاعد حملة القمع، استدعت السعودية سفيرها من دمشق، ووجه خادم الحرمين المك عبد الله بن عبد العزيز إدانة شديدة للرئيس بشار الأسد، وكسر حاجز الصمت العربي بمطالبته الاثنين بنهاية لإراقة الدماء.
وقال في بيان تلي على قناة "العربية"، إن "ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية". وأضاف إنه يتعين على سوريا "إيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الآوان وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلفها الوعود بل يحققها الواقع".
واعتبر البيان أن "مستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة أو ان تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع".
تاريخ الاضافة: 08/08/2011
طباعة