موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || حول علاقتها بالسعودية.. إيران: كلّ سوء فهم قابل للحل!
اسم الخبر : حول علاقتها بالسعودية.. إيران: كلّ سوء فهم قابل للحل!


رغم تصاعد التصريحات الإيرانية الأخيرة التي تهاجم المملكة، وصف وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي، السعودية بأنها من الدول المهمة في المنطقة.
وقال صالحي في تصريحات له اليوم السبت: "هناك من يسعى إلى تلويث ماء العلاقات بينهما (إيران والسعودية) وبذلك لا توجد مشكلة في علاقات البلدين وكل سوء فهم قابل للحل".

وردًا على سؤال لوكالة أنباء فارس الإيرانية حول تصريحات مسؤول سعودي بارز بأن الجزر الثلاث المتنازع عليها تعتبر جزءًا من أراضي دولة الإمارات وأن برنامج إيران النووي مثير للقلق، قال وزير الخارجية الإيراني: "ليس من شأننا الرد على ما ينشر في الصحف كما لايليق بنا الرد على ذلك" وفق قوله.
ويسود التوتر العلاقات بين إيران والسعودية منذ سنوات، وذلك على خلفية دور الرياض القوي في إفشال كثير من مخططات إيران في منطقة الخليح خصوصا البحرين، وكذلك حضورها القوي في ملفات عديدة بالمنطقة، بينها الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية.
وتصاعد التوتر بين المملكة وإيران، مؤخرًا، بعد تدخل قوات "درع الجزيرة" التي شكلت الوحدات السعودية عامودها الفقري، إلى البحرين مطلع العام الجاري لمساندة الحكومة في وجه أعمال شغب واحتجاجات شيعية كانت تهدف إلى قلب نظام الحكم في البحرين، بعدما تأكدت دول الخليج أن ما يجري في المنامة على صلة بقرار إيراني.
وتتصاعد الانتقادات الصادرة من إيران ضد المملكة السعودية مؤخرًا، فقد شنّ نائب إيراني هجومًا على المملكة العربية السعودية واشترط أن تقوم الرياض بما أسماه "تصحيح تصرفاتها"، وذلك قبل مناقشة تحسين العلاقات ببلاده.
وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني كاظم جلالي: "السعودية ارتكبت أخطاء جسيمة في المنطقة وخاصة في البحرين واليمن، وإن على السعودية أن تتخذ الخطوة الأولى بسحب قواتها من البحرين وتقدم الاعتذار للشعب البحريني".
وأعقب ذلك هجوم مماثل من جانب المساعد الإعلامي لرئيس الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، الذي انتقد وبشكل خاص صفقات التسلح التي قال إن المملكة تقوم بها، واضعاً إياها في سياق "حرب محتملة" ضد بلاده.
وقال جزائري: إن "تجهيز السعودية بأحدث العتاد والآلات الحربية يأتي في إطار مطامع الغرب لنهب ثروات الخليج" على حد قوله.
وفيما يشبه التهديد بتصعيد المواجهة مع المملكة العربية السعودية؛ قال المساعد الإعلامي لرئيس الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية  إن "التطورات الثورية بالمنطقة تنبئ بأن التجهيزات العسكرية المتطورة سيرثها الثوار في المستقبل القريب وينتفعوان منها" على حد تعبيره.
وتطرق جزائري بصورة مباشرة إلى قرار الحكومة الألمانية القاضي بتسليم 200 دبابة من طراز "ليوبارد" إلى السعودية، معتبراً أن الدول الغربية "سعت عبر تنفيذ مشروع التخويف من إيران خلال الأعوام الأخيرة إلى تقديم نفسها، بصورة مخادعة، إلى الدول العربية بالمنطقة على أنها المنقذ لهذه الدول وبذلك تدفعهم بخوف وذعر إلى شراء تجهيزاتها وأسلحتها العسكرية للاستعداد لما يصفونه بالخطر الإيراني"، بحسب ما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية الأحد عنه.
واعتبر جزائري أن السيناريو المخبأ خلف صفقة الدبابات الألمانية إلى السعودية "يعزز التحليل القائل بأن الغرب بصدد الاستفادة من هذه الدبابات في حرب محتملة ضد إيران، قال إن من وصفه بـ"المحور الأميركي - الصهيوني" يخطط لشنها.
وزعم الضابط الإيراني أن الرياض "قلقة" من ما قال إنه احتمال "اشتعال الاحتجاجات الشعبية وتنامي ثورة شعبية في عموم السعودية"، مدعيا أن السلطات في المملكة قامت بشراء هذه الدبابات "لاستخدامها في قمع التظاهرات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير"، كما قال.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قد أعلن في وقت سابق أن "لدى دول مجلس التعاون الخليجي استراتيجية لحفظ أمنها، فإيران دولة جارة كبيرة لها دور تلعبه لكن لكي يكون مقبولا يجب أن يكون له إطار يضمن مصالح الدول الخليجية".
وتمثل إيران مصدر خطر للدول المجاورة في ظل اتهامات الأخيرة بالسعي لإثارة التوترات الإقليمية. وتابع الفيصل: "يجب أن تأخذ (إيران) في الاعتبار مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط"، مؤكدا "رفض أي تدخل أو مغامرات خارجية بشأن البحرين أو أي محاولة للعبث بأمن دول الخليج".
وفي منتصف الشهر الماضي، نفى مصدر سعودي مطلع توجيه دعوة رسمية لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لزيارة المملكة، مشيرًا إلى أن المملكة كانت رحبت بطلب الزيارة الذي سبق أن جاء على لسان صالحي بعد توليه حقيبة الخارجية في الحكومة الإيرانية في ديسمبر الماضي .
وقال المصدر ردا على سؤال لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية حول موعد توجيه الدعوة للوزير صالحي لزيارة المملكة: إنه لم تتم توجيه أي دعوة رسمية للوزير الإيراني.
وأضاف المصدر: "لكن الحكومة (السعودية) رحبت بأي لقاء بينها وبين المسؤولين الإيرانيين، على خلفية الموقف الذي أعلنه علي أكبر صالحي بعد توليه وزارة الخارجية، حينما قال "إن تطوير العلاقات مع السعودية من أولوياته".


تاريخ الاضافة: 06/08/2011
طباعة