موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || نص بيان علماء المسلمين الرافض لانفصال الأكراد
اسم الخبر : نص بيان علماء المسلمين الرافض لانفصال الأكراد


نص بيان علماء المسلمين الرافض لانفصال الأكراد
الجمعة 17 ديسمبر 2010
 
أصدرت الأمانة العامة بهيئة علماء المسلمين التي تمثل أهل السنة في العراق، بياناً أدانت فيه تصريح  مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق بحق تقرير المصير، ورأت أن الإدلاء بهذه التصريحات إمعاناً في إلحاق الأذى حساً ومعنى بالشعب العراقي من الشمال إلى الجنوب، وفيما يأتي نص البيان، كما نشرته الهيئة على موقعها الالكتروني:


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه ومن والاه. وبعد:
ففي مؤتمر للحزب الديمقراطي الكردستاني عقد قبل أيام في محافظة أربيل في شمال عراقنا الحبيب وحضره عدد كبير من ساسة الحكومة الحالية منهم: جلال طالباني و نوري المالكي وأسامة النجيفي صرح مسعود برزاني، أن المرحلة المقبلة ستشهد المطالبة بحق تقرير المصير للشعب الكردي في العراق.
وفي الوقت الذي نؤكد فيه أن تقرير المصير حق مشروع لكل الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه لأنه محتل، وهو في ضوء ذلك  يبحث عن تقرير مصيره في التحرير، بيد أن الساسة الأكراد عودونا على الابتزاز واستغلال المحن للحصول على أكبر قدر من المكاسب، وقد وجدوا في التلكؤ الذي منيت به الإطراف السياسية في ظل الاحتلال من تشكيل الحكومة، وفي قرب الاستفتاء على مصير جنوب السودان فرصة مناسبة للابتزاز.
وفي كل الأحوال هذه الدعوة لا قيمة لها للأمور الآتية:
أولا: إن الساسة الأكراد القائمين على إدارة شؤون شمالنا الحبيب  لم يعودوا يمثلون شعبنا الكردي ليحق لهم طرح مثل هذا الموضوع، فهم اليوم في دائرة الاتهام لأنهم متورطون في التواطؤ مع المحتل في غزو البلاد، وفي تنفيذ مشاريعه التدميرية للبلاد وتنتظرهم مثلما تنتظر غيرهم محاكم لمحاسبتهم على ما جنته ايديهم في حق العراق والعراقيين جميعا بمن فيهم شعبنا الكردي الغالي، فضلا عن أن آخر الاستبيانات تشير إلى أن أكثر من 90% من شعبنا الكردي يرفض الانفصال.
ثانياً: إن أبناء شعبنا الكردي لم يكن لهم  على مر العصور عداء قومي مع بقية الشعب العراقي ولا تمييز عرقي وان المشاكل كانت تتأتى من قيادات كردية فرضت نفسها على الشعب الكردي ودعمت من الخارج لتحقيق أجنداته، بعبارة أخرى لا وجود لشيء اسمه صراع قومي ولا وجود لمقولات عمل الحزبان الكرديان المعروفان على إشاعتها من مثل: أن القتال هو بين الأكراد والشعب العربي أوان العرب يريدون إبادة الأكراد وغير ذلك فهذا محض باطل لا يوجد ما يؤكده إطلاقا، ولو كان لذلك أصل لقضي على مئات الآلاف من الأكراد كانوا ومازالوا يقيمون في بغداد وفي الانبار فضلا عن مدينة الموصل وكركوك ولم يشك أي من هؤلاء من حالات تمييز إطلاقا، وبالتالي لا توجد أي مبررات لمثل هذه المطالبات، ولكن الجميع يعلم إن الهدف من وراء ذلك تحقيق رغبة لعوائل كردية بعينها في إنشاء إمارات تحكمها، بمعزل عن مصالح شعبنا الكردي نفسه،وبناء على ذلك فإن زعم رئيس ما يسمى حكومة إقليم كردستان برهم صالح أن هناك إجماعا من النواحي القانونية والشرعية بان يكون للشعب الكردي حق تقرير المصير، إدعاء كاذب فيه تضليل مقصود اعتدنا على صدور مثله من قبل برهم هذا.
ثالثا: الساسة الأكراد متماهون مع أجندة الكيان الصهيوني في تمزيق المنطقة، وبين الطرفين تنسيق كامل، ومخططات الانفصال هي إحدى الوسائل الدنيئة التي يسلكها الطرفان لتحقيق ذلك، وهذا في تقديرنا سيفضي بالطرفين إلى الإفلاس لأن المحيط العربي والإسلامي على علم بهذه المخططات جميعا، ولن يسمح بتمريرها مهما كلف الثمن، وسيقاضي المتورطين فيها في الوقت المناسب.
إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذه التصريحات، فإنها ترى في الإدلاء بها إمعانا في إلحاق الأذى حسا ومعنى بشعبنا من شمال العراق إلى جنوبه، وفيه دلالة على أن الساسة الأكراد لم يتعظوا من التاريخ، وأنهم ـ كالعادة ـ يجندون ـ من حيث شعروا أو لم يشعروا ـ لمصالح أجنبية لا صلة لها بمصالح شعبنا الكردي، ستنتهي بهم إلى نتائج مماثلة لمحاولات سابقة لهم في هذا الصدد.

الأمانة العامة
9 محرم /1432هـ
15/12/2010م



تاريخ الاضافة: 17/12/2010
طباعة