أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" السبت، أنه قصف وأعطب ثلاثة أطباق أرضية لبث قنوات فضائية ليبية في طرابلس، من أجل منع الزعيم الليبي معمر القذافي من إرهاب المدنيين، فيما أعلن النظام الليبي مقتل 190 من الثوار على الأقل في القتال الدائر غربي البلاد منذ يوم الأربعاء.
وقال الكولونيل رونالد لافوي المتحدث باسم "الناتو" في بيان عبر الفيديو وزعه المكتب الصحفي للحلف "شن حلف شمال الأطلسي قبل بضع ساعات ضربة جوية دقيقة أعطبت ثلاثة أطباق أرضية لبث قنوات فضائية حكومية ليبية في طرابلس.
وأضاف: "الهجوم الذي قامت به طائرات مقاتلة لحلف شمال الأطلسي باستخدام ذخيرة حديثة موجهة بدقة نفذ.. بهدف الحد من استخدام القذافي للتلفزيونات الفضائية كوسيلة لترهيب الشعب الليبي والتحريض على القيام بأعمال عنف ضده".
غير أن وكالة "رويترز" قالت إن التلفزيون الرسمي الليبي الذي تلتقطه في لندن ظل يبث إرساله في أعقاب البيان. وهزت انفجارات طرابلس في ساعة متأخرة ليل السبت، قال التلفزيون الرسمي إنها ناجمة عن غارات جوية أصابت أهدافا مدنية على الرغم من استحالة التحقق من ذلك.
وأضاف المتحدث باسم "الناتو" في بيانه، أن حلف شمال الأطلسي تحرك بعد تخطيط متأن لتقليل خطر سقوط ضحايا أو إلحاق أضرار بعيدة المدى بإمكانيات البث التلفزيوني إلى أدنى حد وهو الآن في إطار عملية تقييم تأثير الهجوم.
وأشار إلى أن "ضرب تلك الأطباق الصناعية بالتحديد سيحد من قدرة النظام على قمع المدنيين في الوقت الذي يحافظ فيه على البنية الأساسية للبث التلفزيوني التي سيكون هناك حاجة إليها بعد الصراع".
واعتبر أن هذه العملية تتمشى مع تفويض الأمم المتحدة بحماية المدنيين الليبيين من قوات القذافي تشن بموجبه قوات حلف الأطلسي عمليات قصف منذ مارس، "تدخلنا كان ضروريا لأن التلفزيون يستخدم كجزء أساسي من أجهزة النظام التي تهدف إلى قمع وتهديد المدنيين بشكل منظم والتحريض على شن هجمات عليهم".
إلى ذلك، أعلن موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية الجمعة أن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قتلت 190 معارضا على الأقل في قتال في غرب البلاد منذ يوم الأربعاء.
وحمل "القاعدة" المسئولة عن قتل عبد الفتاح يونس قائد أركان جيش الثوار والذي أدى قتله الخميس إلى تسديد ضربة للمعارضين والقوات الغربية التي تسعى إلى إسقاط القذافي. وقتل اللواء يونس مع اثنين من مرافقيه الضباط على يد مجموعة مسلحة بعد أن استدعاه المجلس الانتقالي للتحقيق معه في بعض الأمور العسكرية التي لم يكشف عنها، بحسب ما أعلن رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل مساء الخميس.
وأعلن عبد الجليل الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، مؤكدا أنه تم اعتقال رئيس المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال وفتح تحقيق للوقوف على ملابسات ما جرى، وذلك بعدما سرت شائعات الخميس تفيد بأن اللواء يونس اعتقل في بنغازي للتحقيق معه بتهمة الاتصال بنظام العقيد معمر القذافي.
لكن مسئولا كبيرا من الثوار قال الجمعة إن معمر القذافي اضطلع بدور في اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس. وقال هذا المسئول الكبير الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن "تدخل القذافي واضح جدا في هذه القضية". وأكد أن "كل هذه المؤشرات تفيد أن القذافي يقف وراء" الاغتيال".