موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الدعوة السلفية‏:‏ المتطلعون للانفراد بالسلطة يدمرون مصر
اسم الخبر : الدعوة السلفية‏:‏ المتطلعون للانفراد بالسلطة يدمرون مصر


استنكر رموز الدعوة السلفية في مصر الدفع في اتجاه توتير العلاقة بين القوات المسلحة- التي تمسك بزمام الأمور في البلاد- والشعب، من خلال محاولة البعض اختلاق حالة من الفوضى، رابطين بين هذا الأمر ومحاولة تعطيل عملية نقل السلطة إلى المدنيين في غضون أشهر.
ووصف الدكتور محمد عبد المقصود، أحد رموز التيار السلفي، المجلس العسكري بأنه "خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه‏"، موضحًا أن البعض يريد إحداث حالة من الفوضى بالبلاد لإجبار المجلس العسكري على فرض الأحكام العرفية، حتى لا تتم الانتخابات لأنهم يعرفون حجمهم الحقيقي، ويسعون في سبيل ذلك إلى الانفراد بالسلطة"، بحسب صحيفة "الأهرام" الأحد.
ويتبنى الليبراليون خصوصًا الدعوة لتأجيل الانتخابات والتي كانت مقررة في الأصل في سبتمبر لكنها تأجلت إلى نوفمبر، ولم تتوقف تلك القوى عن إثارة أجواء من التوتر على الساحة مع تبنيها الاعتصام المستمر للأسبوع الثالث بميدان التحرير بوسط القاهرة، وذلك للمطالبة بمجموعة من المطالب التي بادر المجلس العسكري والحكومة بتلبيتها، مع وعود بالإسراع بمحاكمة الرئيس السابق ورموز نظامه.
وأضاف عبد المقصود إن الفصائل التي تسعي لتعطيل الانتخابات ستحرق نفسها وستحرق البلد أيضًا، وأشاد بموقف المجلس العسكري، الذي تولى السلطة عقب الإطاحة نظام حسني مبارك في فبراير، ووصفه بأنه "مشرف منذ البداية ولو كان يطمع في السلطة لفرض الأحكام العرفية من البداية وقفز علي السلطة ولكنه يريد تسليمها لحكومة منتخبة".
وأكد عبد المقصود أنه ليس في خصومة مع الثوار، بل أنه يؤيدهم في مطالبهم باستثناء المبادئ الحاكمة للدستور والهجوم علي المجلس العسكري ورئيس الوزراء، مشيرا إلي أن الشعب بدأ يفقد الثقة في الثوار، وبدأ الناس يخافون منهم، مؤكدا أنه ليس هناك ثورة ناجحة تنفصل عن شعبها.
وطالب الشعب بالتصدي لمن يحاول هدم البلاد، وحث الأغلبية الصامتة علي دعم المجلس العسكري ومساندته، كما طالب الجميع بالعمل علي استقرار البلاد والعمل علي عودة الإنتاج حتى لا يدمر الاقتصاد المصري لأنه ليس هناك اقتصاد قوي في ظل عدم الاستقرار.
وفي أحدث علامة على التوتر، اندلعت اشتباكات بين الآلاف من مشاركين في مسيرة إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة وما قال الجيش إنهم أفراد اللجان الشعبية بمنطقة العباسية مساء السبت، ما أسفر عن سقوط أكثر من مائتي مصاب.
وحذر الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس "الدعوة السلفية" من دفع البلاد إلي حالة من الفوضى من خلال الصدام بين الشعب والجيش. وأكد أن من حق جميع المعتصمين والمتظاهرين التعبير عن رأيهم ولكن دون الاعتداء علي الآخرين وتعطيل مصالح الناس وجر البلاد إلي حالة من الفوضى.
وناشد شباب مصر بضبط النفس وعدم الاستفزاز وعدم الانسياق وراء الشائعات، وأن يضعوا مصالح مصر العليا فوق أي مصلحة شخصية، وأن يعلموا أن الثورة في خطر، معتبرًا أن وجود أخطاء في الحكومة لا يبرر هدم المجتمع وإحداث حالة من الفوضى بالبلاد.
وأكد أن مليونية الجمعة القادمة التي دعت إليها القوي الإسلامية تحت شعار الدفاع عن الهوية والاستقرار وإرادة الأمة ستكون وقفة سلمية حضارية بمعني الكلمة ولا صحة لما يحاول البعض إشاعته من أن الإسلاميين سيحاولون الاعتداء علي المعتصمين وفض اعتصامهم بالقوة.
ودعت القوى الإسلامية في مصر إلى تنظيم مظاهرة مليونية في 29 يوليو الجاري فيما أسميت بـ "جمعة الاستقرار" و"جمعة الشريعة"، للدفاع عن الشرعية والهوية، ومكتسبات الثورة المصرية.
وترفض القوى التي أعلنت عزمها المشاركة في المظاهرة ما تسمى بـ "وثيقة المبادئ الحاكمة لإعداد الدستور الجديد"، باعتبارها التفافًا على التعديلات الدستورية التي تم إقرارها في مارس الماضي بأغلبية كبيرة.
من جانبه، طالب الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب "النور" السلفي بضرورة المحافظة علي هيبة الجيش، مؤكدا أنه خط أحمر يجب عدم تجاوزه، مشيرا إلى أن ضبط النفس في المؤسسة العسكرية له حدود.
ورأى أن الخروج من الأزمة الحالية يكون بالتعجيل بإجراء الانتخابات البرلمانية، لأنه سيتبعه استقرار ووجود حكومة منتخبة تقوم بتنفيذ الإصلاحات التي طالبت بها الثورة بدون الأيدي المرتعشة أو إحساس الوزراء الحاليين أنه جاء لتسيير الأعمال، وسرعة محاكمة الفاسدين والمتسببين في قتل الثوار محاكمات سريعة وعلنية ومنها محاكمة الرئيس المخلوع وزوجته ونجليه، والاستقرار علي الوزارة الحالية بما فيها من عوار لأنها وزارة مؤقتة لحين وجود حكومة منتخبة وعلى الأقل ضمان استقرار الأربعة اشهر القادمة.
في المقابل، طالب الابتعاد عن تولية أي مناصب لأي من رموز النظام السابق حتى وإن كان ظاهره الصلاح لأن ذلك خلاف التوجه والإرادة الشعبية من استبعاد كل رموز النظام السابق، الشفافية والصراحة والالتصاق بالشعب عند اتخاذ القرارات وعدم الانفراد بالرؤية عند وضع القرار، التصدي لمحاولات التدخل الخارجي وفضح كل من اخذ أموالا من الخارج، والضرب بشدة علي كلي صوت ويد تحاول الوقيعة والفتنة بين أبناء الشعب أو بين الجيش والشعب أو تحاول استعداء جهات أجنبية واعتبار ذلك خطوطا حمراء.
بدوره، أكد المهندس محمد سامي المتحدث الرسمي باسم جبهة الإرادة الشعبية إحدى القوي الوطنية المشاركة في مليونية الدفاع عن الهوية والإرادة الشعبية التي تضم25 ائتلافا وحركة شبابية، أنه يرفض الوقيعة بين الشعب والجيش.
وطالب الشباب بالحفاظ علي استقرار مصر وعدم الانصياع للدعوات التي تحرض علي المؤسسة العسكرية، ودعا الشباب إلى استعادة روح ميدان التحرير، واليقظة والحذر من أي محاولة للوقيعة وإحداث شرخ بين التيارات المختلفة, مؤكدا أنه يرفض تخوين الآخرين.



تاريخ الاضافة: 24/07/2011
طباعة