رفضت حركة "النهضة" الأربعاء، الدعوة لاعتصام جديد بساحة القصبة بتونس يوم الجمعة، معتبرة أنه ليس من الحكمة الدخول في اعتصام جديد، بعد أن تحققت الأهداف من الاحتجاجات الأخيرة، وعلى رأسها إيصال رسالة بأن أهداف الثورة لم تحقق حتى بعد مضي أكثر من ستة أشهر.
وقال حمادي الجبالي، الأمين العام للحركة في بيان نقلته وكالة "آكي" الإيطالية، إنه من غير الحكمة الدخول في اعتصام جديد، وذلك "اعتبارا للظروف الوطنية الدقيقة"، ولأن "الاعتصامات والتحركات التي خاضها الشباب التونسي في المدّة الأخيرة قد حققت أهدافها وبلّغت رسائلها إلى الجميع بأن نبّهت إلى أن أهداف الثورة لم تتحقق بعد ومازال ثمة من يعرقل ترجمتها إلى واقع ملموس".
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه مجموعة من الشبان يطلقون على أنفسهم اسم "شباب القصبة 3 " عبر شبكات التواصل الاجتماعي "أحرار تونس" إلى "جمعة الصمود" يوم 22 يوليو، مقترحين إنشاء مجلس أعلى مؤقت للجمهورية يضم المناضل مصطفى الفيلالي والقاضي مختار اليحياوي والوزير السابق أحمد المستيري والأكاديمي قيس سعيد.
وقالوا إن مهمة هذا المجلس تكمن في "تسيير شئون البلاد وضمان إجراء الانتخابات يوم 23 أكتوبر العمل على تحقيق المطالب التي ذكرت في اعتصام القصبة 3 الأسبوع الماضي، والذين منعته السلطات الأمنية بالقوة وأوقفت عددا من المشاركين فيه قامت السلطات القضائية بإطلاق سراحهم تباعا".
ودعا الأمين العام لحركة "النهضة" الشباب الذين ينوون الاعتصام مجددا إلى "اليقظة والاستعداد للنضال مجددا" مع "تفويت الفرصة على كل من قد يستغل نضالاتهم لتشويهها واتخاذها غطاء لارتكاب جرائم في حق الشعب والوطن"، حسب تعبيره.
وكان راشد الغنوشي رئيس حركة "النهضة" حذر الثلاثاء الشباب المتدين في بلاده "من التجاوب" مع أشخاص يحاولون تحريض الشبان الإسلاميين وتدريبهم على العنف بهدف إرجاء الانتخابات، "ندعوهم ألا يتجاوبوا مع هذا التحريض" حسب قوله.
ونفى الغنوشي وقوف الحركة وراء الاحتجاجات الأخيرة في تونس، ردًا على تلميحات رئيس الحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي في خطاب ألقاه الاثنين بالوقوف وراءها، ما فسره البعض على أنه إشارة إلى الحركة.
وقال الغنوشي في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إنه فوجئ بما جاء على لسان السبسي، وإن "النهضة" حركة سياسية تتمسك بالأمن وتدعو إلى التحرك السلمي، نافيًا أن تكون ساندت أو رعت الاحتجاجات والاعتصامات التي شهدتها تونس خلال الأيام الأربعة الماضية.
وأبدى تمسك "النهضة" بإجراء انتخابات "المجلس الوطني التأسيسي" في موعدها المحدد في 23 أكتوبر المقبل، حيث ستوكل للمجلس مهمة صياغة دستور جديد للبلاد. وأضاف: "نحن نشعر أن هناك تخطيطا محكما لاستفزاز الشباب الإسلامي واستدراجه للعنف ربما بهدف تأجيل الانتخابات".