موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || محللون‏:‏ الربيع العربي يفتح الأبواب أمام الإسلام السياسي
اسم الخبر : محللون‏:‏ الربيع العربي يفتح الأبواب أمام الإسلام السياسي


تباينت الطريقة التي تعاملت بها الصحف الغربية أمس مع نتائج تسونامي التغيير في المنطقة العربية‏,‏ فبينما سلطت وكالة الأنباء الفرنسية الضوء علي زيادة سطوة جماعة الإخوان المسلمين أو الإسلاميين عامة في مصر وغيرها من الدول العربية ،

, أكملت مجلة تايم الأمريكية الحديث عن هذا التيار الذي يجمع ما بين الدين والسياسة, وهي تركز علي ما وصفته بـطرق التيار الديني المختلفة للتواصل مع الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة.
فقد رأت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير موسع لها شمل عددا من الدول العربية أن ربيع العربساهم في صعود نجم حركة الإخوان المسلمين التي أصبحت لاعبا سياسيا رئيسا في منطقة تحكمها أنظمة ديكتاتورية منذ نحو نصف قرن.
وقالت الوكالة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان الربيع العربي يفتح أبواب السلطة أمام الإخوان المسلمين إنه فيما تملك حركة الإخوان فرصة كبيرة لبلوغ رأس السلطة في الانتخابات المقبلة نظرا لضعف منافسيها, وخصوصا في مصر وتونس, فإن معظم المحللين يرون أن ممثلي الإخوان سيسعون إلي تقاسم السلطة, علي الأقل في مرحلة أولي.
ونقلت الوكالة عن فرانسوا بورجا مؤلف كتابالحالة الإسلامية في زمن القاعدة قوله إن الإخوان موجودون الآن في مصر وتونس, وكذلك في ليبيا, وهي منطقة مهمة علي الخريطة السياسية, مضيفا أنه من غير الحكمة الجزم بأنهم سيتخطون عتبة الـ50%, لكن حصولهم علي الغالبية ليس بالأمر المستحيل.
وأوضحت الوكالة انه عقب تعرض حركة الإخوان للقمع خلال عهدي الرئيسين السابقين حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي اللذين أسقطتهما ثورتان شعبيتان في بداية العام, باتت الجماعة لاعبا رئيسا لا يمكن تجاوزه في المعادلات السياسية.
ونقلت الوكالة عن جون إيسبوزيتو البروفيسور المتخصص في الأديان والشئون الدولية بجامعة جورج تاون الأمريكية قوله إن الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس جيدا التنظيم, وإذا بقيت الأحزاب الأخري ضعيفة, فإن الإسلاميين قد يتفوقون علي منافسيهم في الانتخابات الأولي, إلا أن هذا الأمر لا يعني أنهم سيحكمون.
ومن حديث إيسبوزيتو إلي مجلة التايم التي أكملت صورة الإخوان في ثوبها الثوري في تقرير رصدت فيه صعود الإسلام المعتدل في مصر والدول العربية خاصة بعد الربيع العربي, فأوضح بوبي جوش كبير مراسلي التايم والخبير في شئون الشرق الأوسط والعالم الإسلامي أنه من خلال زيارته للقاهرة وجد أن الإسلاميين علي اختلاف أطيافهم سواء كانوا سلفيين متشددين- بحسب تعبيره- أو أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين, يقولون إنهم يرغبون في الانفصال عن الماضي وإعادة إحياء أنفسهم كمعتدلين.
وأكد جوش أن الحركات الإسلامية شكلت سريعا أحزابا سياسية وقامت بحملات في شتي أنحاء البلاد تهدف إلي الترويج لصورتها الجديدة قبل الانتخابات المقبلة, فبدلا من الخطابات المذعورة حول التهديدات التي تواجهها الهوية الإسلامية, أصبحت هناك الرسائل السياسية التي يتم بثها من خلال البرامج الحزبية عن الديمقراطية تتعلق جميعها بالاستثمارات والوظائف وتطهير عقود من الفساد, وهكذا ظهر فجر جديد من الإسلام السياسي.
واعتبر الكاتب في تقريره الذي جاء تحت عنوان صعود الإسلام السياسي المعتدل أن إعلان الإخوان عن أن حزبهم الحرية والعدالة سينافس علي نصف مقاعد البرلمان فقط هو محاولة منهم لطمأنة منتقديهم الذين يتخوفون من أن الجماعة تريد أن تجعل مصر دولة دينية, ووصف هذه الخطوة من جانب الإخوان بأن الجماعة بدت وكأنها تعقد أحد ذراعيها خلف ظهرها, خاصة أن الجماعة لن تطرح مرشحا لها في الانتخابات الرئاسية, لكن بعض الليبراليين لا يثقون في تلك الخطوة من جانب الإخوان, ويقولون إنهم يعلمون أنهم يستطيعون الفوز بالأغلبية علي أي حال.
واعتبرت تايم أن علي الإخوان الآن توسيع قاعدتهم لتشمل المصريين من الطبقة الوسطي والأغنياء, وليس الاعتماد علي الفقراء فقط, مضيفا أن العديد من الشباب في مصر يشعرون بالراحة إزاء تشكيل حكومة إسلامية.
وأضاف جوش: لكنهم لا يفعلون شيئا من هذا القبيل, بل يتجهون بدلا من ذلك نحو الوسط, ويتبنون مواقف يمكن أن تكون مألوفة تماما لكل من الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة., فقادة الإخوان في مصر وتونس يتحدثون عن الأولويات الاقتصادية, وقليلا ما يتحدثون عن الشريعة أو تقييد حقوق المرأة والأقليات غير المسلمة, وهو ما اعتبره الكاتب الأمريكي محاولة للاتصال بالجانب الأمريكي بلغة الخطاب التي يفهمها الأمريكيون.
وبينما تحدثت المجلة بالكثير من الثناء علي التغيير الذي طرأ علي لغة خطاب الإخوان, انتقدت تايم الليبراليين وحالة الفوضي التي تعم بينهم, فقالت: إن الأطفال- في إشارة إلي الشباب الذي يفتقر للخبرة السياسية- الذين أسقطوا الحكام المستبدين في مصر وتونس لم يظهروا اهتماما كبيرا بتشكيل الأحزاب السياسية, بل إن وائل غنيم الذي أصبح أبرز وجوه الثورة غاب عن الأنظار, في حين أن الليبراليين القدامي الذين يفقتدون إلي المهارات التنظيمية للإخوان والأوراق الثورية للشباب, يناضلون من أجل الاستمرار.

تاريخ الاضافة: 19/07/2011
طباعة