أعلنت الحكومة البريطانية، أنها تنظر في إمكانية منع دخول القس الأمريكي تيري جونز، الذي دعا لحرق نسخ من القرآن الكريم في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، إن الحكومة تنظر بإمكانية منع جونز من دخول للبلاد، بناء على دعوة من "رابطة الدفاع الإنجليزية" اليمينية المتطرفة المعادية للإسلام والتي نظمت مسيرات استفزازية بمناطق تجمعات المسلمين في بريطانيا للمشاركة بإحدى مسيراتها.
وأضاف في تصريحات لشبكة "سكاي" الإخبارية: "أراقب القس تيري جونز عن كثب منذ عدة أشهر ولم يكن الأمر واضحًا إذا ما كان سيحضر للمملكة المتحدة، ولكن إذا كان حضوره مؤكدًا وبالطبع هذا شأن سأبت فيه بفعالية".
وأضافت الوزيرة أن من سلطتها منع أي شخص من دخول بريطانيا إذا اعتبرت أنه لا يخدم الصالح العام أو أنه يهدد أمن البلاد.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن ماي تتعرض لضغوط شديدة لحظر دخول جونز، إلى الأراضي البريطانية تلبية لدعوة ناشطين يمنيين متشددين لإلقاء كلمة في تجمع لرابطة الدفاع الإنجليزية (EDL) بمدينة "لوتون" في مطلع فبراير.
وقال المتحدث باسم الرابطة، ستيفن سيمونز، لشبكة CNN: "اتصل بنا (جونز) طلبًا للمشاركة بأحد مسيراتنا ورحبنا بالأمر طالما لن يتجاوز أي من القوانين السارية، نحن نرحب بحرية الكلمة وبلا شك أنها مكفولة له".
وذكرت صحف بريطانية، أن جونز أكد حضوره إلى بريطانيا، حيث نشر موقعه  الإلكتروني أنه يعتزم المشاركة في "أكبر احتجاج للرابطة حتى اللحظة" في فبراير، وأنه  سيتحدث عن شرور وتدميرية الإسلام كدعم للحرب المتواصلة ضد أسلمة إنجلترا وأوروبا"، على حد زعمه.
وأثارت زيارة جونز تنديدًا في الأوساط الإسلامية ببريطانيا، محذرة من تداعيات الزيارة المحتملة.
ودعا محمد شفيق، الرئيس التنفيذي لمؤسسة رمضان، الحكومة البريطانية لحظر دخول جونز، وندد بالرابطة اليمنية المتطرفة لدعوتها له قائلاً: "أنا مدافع قوي عن حرية التعبير،  ولكن عندما يقوم شخص ما بإذكاء جذوة الكراهية ضد المسلمين وعلاوة على ذلك هناك خطر حقيقي من العنف، فيتعين على الحكومة أن تحظر هذا الشخص".
وأضاف شفيق، الذي تدعو منظمته الشبابية إلى تعزيز التعايش بين المجتمعات، "أذكر السيد جونز أن بريطانيا تفخر بالمسلمين البريطانيين، بتراثنا ومساهماتنا هنا.. نحن جزء لا يتجزءا من هذا البلد العظيم.. إذا كنت قادمًا إلى هنا للتحريض على الكراهية والانقسام فعليك البقاء بوطنك".
وكان جونز قد دعا لحرق نسخ من المصحف في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لكنه تراجع عن خطته بعد تعرضه لضغوط دولية واسعة، وتحذيرات من المسئولين الأمريكيين من خطورة ذلك على المصالح الأمريكية.
فقد أثارت دعوة القس الإنجيلي راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في "جاينسفيل" بولاية فلوريدا، جدلاً محليًا ودوليًا، كما أثارت احتجاجات في العالم الإسلامي، حيث خرجت مظاهرات احتجاج.